مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2019-04-01

أربعة أعوام من التحالف العربي

يحاول النظام الإيراني وذراعه السياسي في اليمن الإيحاء للرأي العام العالمي بأنهم لم يتأثروا بالضغط العسكري والسياسي الذي مارسته قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عليهم لكن لا يمكن لعاقل أن يصدق ذلك، لأن هناك الكثير من البراهين والدلالات التي تؤكد تضاءل نفوذهما هناك فميليشيات الحوثيين خسرت الكثير من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، وتأثيرهم في المجتمع اليمني لم يعد كما كان قبل 26 مارس من عام 2015 حيث بدأت عمليات العسكرية لقوات التحالف العربي كما أن صورتهم لدى القوى السياسية العالمية تراجعت بعدما انفضحوا أمام الجهود الدولية بأنهم ليسوا أصحاب قضية كما يدعون بل «أداة مؤذية» للاستقرار العالمي في يد النظام الإيراني . 
 
حيث لا بد لنا ونحن نستذكر مناسبة مرور أربعة أعوام لبدء قوات التحالف أن نتوقف قليلاً لنراجع ونقارن موقف «الغطرسة» الإيرانية التي كانت تفوح من رائحة النفس القومية الفارسية عندما استفز بوقاحة حيدر مصلحي وزير الاستخبارات الإيراني في عهد حكومة أحمدي نجاد الشعوب العربية بتصريحاته التي تباهى فيها احتلال نظام بلاده لأربع عواصم عربية وكان يقصد بها آنذاك بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، وبين موقفهم المتراجع هذه الأيام بعد العديد من الضربات الصلبة والناعمة للتحالف العربي أدى بهم إلى التقوقع بالداخل الإيراني الذي يشهد فوضى أمنية واعتصامات متكررة تهدد استقرار النظام وكأن مقولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تتحقق على أرضهم عندما قال: سنعمل لتكون المعركة عندهم (يقصد إيران) وليس عندنا. 
 
وبالمتابعة فإن التحالف العربي تحرك بأكثر من وسيلة من أجل القضاء على المخطط الإيراني الذي كان يهدف إلى محاصر الأمن العربي من خلال خلق «كماشة» أمنية من أذرعه السياسية المتمثلة في حزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي في العراق وميليشيا الحوثيين في اليمن لمحاصرة دول المنطقة وخاصة السعودية من تلك الوسائل الجانب العسكري المتمثل في الحرب على الحوثيين الذين باتوا اليوم في «مأزق» استراتيجي من خلال التضييق عليهم في مدينة الحديدة وتدل المؤشرات أن مسألة الحسم العسكري سهل ولكن مراعاة قوات التحالف للوضع الإنساني  حيث يبلغ عددهم قرابة 250 ألف نسمة التي يستغلها أتباع النظام الإيراني هي التي تمنعهم التعامل مهم بالقوة، ومن تلك الوسائل أيضاً الضغط السياسي الدولي من خلال إبراز استغلال الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية لحماية أنفسهم وتجنيد الأطفال حتى تم تعريتهم أمام المجتمع الدولي الذي بات يضيق الخناق عليهم خاصة بعد اتباع أساليبهم الملتوية في التحايل على المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
 
المسألة التي ينبغي علينا استدراكها أن عدم التزام الحوثي للحلول السلمية ينبغي ألا تكون غريبة علينا نحن في منطقة الخليج خاصة على اعتبار أننا اعتدنا من الميليشيات التابعة للنظام الإيراني ألا يكون قرارها في يدها وإنما في طهران فقد حدث هذا مع حزب الله اللبناني سابقاً ما أدى إلى خلق أزمات سياسية داخلية تتسبب عدم احترام المجتمع الدولي لهم وتكرر المشهد مع الحوثيين أكثر من مرة ما يعني أن مسألة التحايل والتهرب من تطبيق القرارات الدولية والالتزام بها بما فيها اتفاق استكهولم بالسويد كان متوقعاً باعتبارها «عادة» ويبقى الأمر في يد المجتمع الدولي الذي اتضحت أمامه الصورة كاملة في التعامل مع هذه الأذرع باللغة التي تفهمها وهي القوة العسكرية دون غيرها. 
 
للتحالف العربي الذي يدخل عامه الرابع إنجازات مهمة عديدة، لا يسع المجال لاستعراض كلها، لكن يبقى أبرز إنجازين يتمثلان في: القضاء على الطموحات الإيرانية في اليمن وتبديد مساعيها المتمثلة في التطويق الاستراتيجي على الأمن القومي العربي وبالتالي السيطرة على أهم المضائق البحرية العالمية خاصة مضيق باب المندب. أما الإنجاز الآخر: الذي لا يقل أهمية من الأول، بل قد يكون الأهم، وهو إعادة تأهيل المؤسسات الوطنية في اليمن باعتبار السياج الحقيقي والأول لأي مقاومة حقيقية لأي دولة في العالم. فاليوم يمكننا الحديث عن الجيش الوطني اليمني وعن مؤسسات الدولة اليمنية وحكومة تسير الأعمال اليمنية وتدافع عن حقوق الشعب اليمني في المحافل الدولية. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره