2022-07-01
إم بي زي
جرت العادة عند كبار القادة السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية أن يضعوا اختصارات لأسماء بعض أهم وأشهر القادة في العالم وأكثرهم تأثيراً لاسيما في وجهة النظر الأمريكية. فالإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنذ إدارة أوباما بالتحديد بدأت تتداول الاختصار (إم بي زي) في أروقة البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين. هذا الاختصار يعود إلى اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا التداول ومنذ فترة من الزمن لشخص الشيخ محمد بن زايد إنما يعكس الاهتمام الأمريكي بهذه الشخصية من جهة، وبأنها شخصية كثيرة التداول في أروقة صنع القرار الأمريكي من جهة أخرى. فعندما يقال (إم بي زي) في الولايات المتحدة فإنك في حضرة قائد ذو شأنٍ عظيمٍ ومُقدرٍ في أروقة عاصمة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري العالمي.
لقد أدركت واشنطن ومعها العواصم العالمية الرئيسية أهمية هذا القائد وعظمة تأثيره منذ أن تم إقامة الشراكة الأخوية القيادية القوية بينه وبين المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة آنذاك، عندما كان الشيخ محمد بن زايد ولياً للعهد. هذه الشراكة أعطت الشيخ محمد بن زايد دوراً في المساهمة في عملية تسيير شؤون الدولة الداخلية والخارجية. ومنذ ذلك الوقت والعالم باسره أصبح يدرك أهمية هذا القائد في مستقبل العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
ففي النطاق الداخلي عزز الشيخ محمد بن زايد من خلال تلك الشراكة من أهمية الدفع بالمشروع التنموي الإماراتي بشكل يقوي من الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن والمقيم، ويرفع من شأن تنمية الإنسان البشرية ليكون إنسان الإمارات من الأفضل في العالم تعلماً، وسلامةً، وحسن معيشة، وتعايشاً وتسامحاً مع الآخر. وفي النطاق الخارجي نجح الشيخ محمد بن زايد من أن يعزز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة العالمية باعتبارها دولة مسؤولة في النظام العالمي، وترعى بكل ثقة واقتدار دورها الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين. فمبادئ دعم الإنسانية، وحسن الجوار، والمنفعة المشتركة، والدفع بالسلام العالمي ظلت هي الركائز التي تعكس نجاحات دولة الإمارات في السياسة الخارجية، تلك النجاحات التي جعلت قادة دول العالم الكبرى والمؤثرة يقصدون العاصمة أبوظبي للمشورة والتعاون، بل أن وزراء خارجية الدول الكبرى أصبحوا اليوم يدركون كل الإدراك بأن أبوظبي أصبحت جزءاً مهماً في القرار السياسي للعديد من المسائل المرتبطة بالمنطقة وذات الاهتمام العالمي.
إن الذي أوصل الإمارات إلى هذه المكانة هو فكر الشيخ محمد بن زايد وإيمانه بنقطتين مهمتين في وجهة نظرنا. أولها، أن بناء الانسان الإماراتي هو العنصر الأهم في تحقيق التنمية المزدهرة للوطن وإنسانه. لذلك بنى الشيخ محمد بن زايد مشروعه على أساس هذه الفكرة المحورية القائمة على تحقيق التنمية لمجتمع الإمارات من خلال دعم القدرة البشرية للمواطن والانسان الإماراتي. فالاستثمار في الانسان الإماراتي هو مصدر تحقيق التنمية المتطورة في داخل الدولة. وهذا ما ركز عليه الشيخ محمد بن زايد وأحدث من خلاله نقلات نوعية كبيرة نالت الإشادة والتقدير من مختلف دول وشعوب العالم ومنظماته العالمية والإقليمية، واكتسبت المشروع الإماراتي مصدر قوة ناعمة باعتباره النموذج الأكثر نجاحاً في المنطقة العربية بأسرها. وثانيها، أن نجاح المشروع التنموي الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة يعتمد على مدى قدرته على مواجهة المشاريع التدميرية الأخرى التي تحاول مناهضة هذا المشروع الحضاري التنموي الإماراتي. وهذه المشاريع لا تود للمشروع الإماراتي الحضاري التنموي النجاح لأنه يعطي نموذجاً آخراً تقدمياً ويقدم رؤية أخرى ناجحة ومخالفة لما يقدمه نموذجهم الرجعي.
لذلك فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو قائد استثنائي، واستحق الاهتمام الكبير من قبل عواصم صنع القرار السياسي العالمي ولا سيما واشنطن. فهو وبكل بساطة قائد يحمل فكر تنويري، من شأنه أن يدفع بنموذج تنموي ناجح لجميع دول وشعوب المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، هذا النموذج قوامه التركيز والتخطيط على بناء الانسان وفق منظومة العمل السياسي المحافظة، التي تجعل استقرار وازدهار ومصلحة المجتمع الركيزة الأساسية نحو تقدم الشعوب. فليس من المستغرب على الإطلاق أن يكون (إم بي زي) حاضراً وبقوة في عاصمة القرار العالمي.
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات