مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-11-03

إيران في سوريا وحقيقة التواجد

بعد أن ظل النظام الإيراني يسوق مبرراته في التدخل في الأزمة السورية ويقدم ذريعة الدفاع عن المراقد الشيعية ليدفع بالمزيد من المقاتلين في الساحة السورية، جاء قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليعطي مبرراً جديداً ظل دائماً بعيداً عن تصريحات مسئولي النظام. 
 
نسير مع القارئ الكريم لنستطلع ذلك المبرر الذي اعتبره سليماني السب الرئيس للتواجد في سوريا.
 
خلال الذكرى السنوية لمقتل حسين همداني في سوريا، أشار قاسم سليماني إلى أن السبب الرئيس وراء الدعم الإيراني لسوريا هو دعم هذه الدولة لإيران في الوقت الذي وقفت سائر الدول العربية ضدها في الحرب العراقية الإيرانية. كما أشار كذلك أن تواجدهم في سوريا ليس دفاعاً عن سوريا فحسب، بل دفاعاً عن الإسلام وعن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفسها، مضيفاً أن داعش والتنظيمات التكفيرية لم يتم تشكيلها من اجل مواجهة سوريا، بل من اجل مواجهة إيران.
 
مع بداية أحداث ما يطلق عليه الربيع العربي وبالرغم من تصريحات الرئيس السابق أحمدي نجاد حيال الأزمة السورية ومطالبة الأسد بالالتفاف لمطالب الشعب، إلا أن الدولة العميقة في إيران تحركت باتجاه مسار آخر يضمن لها استمرار بقاء نظام الأسد وبالتالي المحافظة على مكتسباتها في هذه الدولة.
 
مع تزايد الضغوط على النظام السوري، انتقل النظام الإيراني بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والتسليحي له، إلى ضرورة الدفع بعناصر مقاتلة ضد المعارضة السورية. فجاءت المراقد الشيعية بوصفها المبرر لاستقطاب عناصر شيعية للقتال في الساحة السورية.
 
من ذلك المنطلق، أصبح مرقد السيدة زينب العنصر الرئيس في الخطب الحماسية التي كانت تنطلق من مدينة "قم" للدفع بتجنيد عناصر للقتال. هذا الأمر ساهم في توجه عدد من المقاتلين الأفغان والباكستانيين وغيرهم لينضموا جميعاً تحت ما عُرف بلواء فاطميون. في حين جاء من العراق من انضوى تحت لواء العباس ناهيك عن عناصر حزب الله اللبناني.
 
وبالرغم من استمرار النظام الإيراني وإعلامه التركيز على مبرر القتال في سوريا من منطلق الدفاع عن المراقد الشيعية إلا أن المكمن الرئيس الذي أعلنه قاسم سليماني أخيراً كان يتجلى بين فترة وأخرى في تصريحات عدد من المسئولين الذين أشاروا إلى أن الدفاع عن سوريا يأتي في المقام الأول للدفاع عن إيران. 
 
إن الأهمية الجيوستراتيجية لسوريا من المنظور الإيراني تؤكد أن الدفاع عن المراقد الشيعية في سوريا لم تكن تعدو عن كونها وسيلة ومبرر من قبل النظام الإيراني للزج بتلك العناصر للقتال في سوريا.
 
وبالرغم من الإعلان المتكرر من قِبل النظام الإيراني أن الضباط الإيرانيين المتواجدون في سوريا لا يعدو دورهم عن الجانب الاستشاري، إلا أن ارتفاع عدد القتلى بينهم يظهر أن القتال في الساحة السورية وانتشار تلك العناصر ليست مرتبطة بمرقد السيدة زينب وإنما يتعدى ذلك ليصل إلى الهدف الرئيس من التواجد في سوريا وهو ما قاله قاسم سليماني.
 
لاشك أن النظام الإيراني سيستمر في توظيف المذهب الشيعي لتحقيق طموحاته وتوسعاته في المنطقة، مستغلاً بذلك جوانب أخرى من الفقر والحاجة خاصة بين صفوف اللاجئين الأفغان ناهيك عن مراكزه الدينية والثقافية المتواجدة في عدد دول والتي بموجبها يستطيع تجنيد العناصر والدفع بهم إلى تلك المناطق.
 
استغلال لمذهب يقع ضحيته للأسف كل من الشعب الإيراني العريق بتاريخه وحضارته ليصبح ضحية العقوبات الاقتصادية وغيرها مع استمرار هذا النظام في التدخل في شؤون المنطقة ورعايته للإرهاب، وأولئك الذين غُرِر بهم وهم لا يدركون أنهم أول الخاسرين من ذلك التوظيف.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره