مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-03-02

الإمارات تعيد رسم ملامح المنطقة

وجدت في إعلان عدد من دول منطقة الشرق حول رغبتها في صناعة المسيّرات الفضائية خلال معرض أيدكس الـ15 اعترافاً ولو ضمنياً وشهادة (حتى لو لم ينطق أحدهم) بأن دولة الإمارات تقود مسيرة التغيير في طريقة تفكير وعمل أبناء المنطقة، وأنها الدولة صاحبة المكانة والفضل في العديد من الممارسات التي كان البعض يعتقدها في فترة زمنية أنها حكراً على الدول الغربية، وأن التفوق والوصول إلى الفضاء متعلق بالدول الكبرى فقط، إلى أن جاءت دولة الإمارات لتغيير ذلك النمط من التفكير القاصر.
 
 
قد تكون مسألة الإعلان عن هذه الرغبات مؤخراً في تقليد بعض المنجزات الإنسانية الإماراتية هي الأحدث خلال المعرض الذي اختتم أعماله في 25 فبراير الماضي، ولكن ليست المرة الأولى وأكاد أجزم أنها لن تكون الأخيرة لأسباب كثيرة ولكن في نظري الأهم هي رؤية القيادة السياسية في دولة الإمارات التي لا تؤمن بوجود شيء اسمه «المستحيل» في ظل وجود إرادة الإنسان التي تعتبر القوة الحافزة لهزيمة كل تحد.
 
 
فدخول عالم غزو الفضاء حاله كحال الصناعة الدفاعية، وعالم الطائرات بدون طيار وكذلك باقي قصص الإنجازات التنموية الإنسانية مثل البحث في مجال الطاقة البديلة والمستدامة استعداداً لصناعة المستقبل ومرحلة ما بعد النفط، وكذلك الحديث عن الذكاء الاصطناعي والاستثمار في المعرفة وغيرها من العلوم والمجالات التي لم تكن مطروحة أو حتى يتم ترديدها بين أبناء هذه المنطقة ولكن اليوم الآخر هو من يتكلم عن تلك المشاريع بعد أن كسرت الإمارات الحواجز النفسية التي وضعتها بعض الاعتقادات الخاصة.
 
 
مجرد «توجيه البوصلة» الصناعية لدولة من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو هذه المبادرات والمشروعات التي سبقت بها دولة الإمارات كل من دول المنطقة الكبيرة والعريقة إنما هو: تذكير بالدور التنموي الريادي للإمارات منذ تأسيسها قبل (50) عاماً والمتمثلة في نشر ثقافة النجاح وعدم الاعتراف بالمستحيل وأن الآخرون المتميزون ليسوا بأفضل حالاً من إنسان هذه البقعة من العالم بل إن أبناء المنطقة هم الجزء الأكبر من صناع الحضارات الغربية بما كان يعرف حتى وقت قصير بـ»هجرة العقول». 
 
 
كما أنها تذكير أيضاً بجرأة القيادة السياسية في هذه الدولة ورؤيتها في نشر الأفكار المتجددة التي تواكب تغيرات الحضارات الإنسانية المتقدمة وتغير بالتالي الصورة النمطية العالقة لدى الغرب عن أبناء هذه المنطقة خاصة في مجال أنها المنطقة التي تصدر الفوضى والتطرف إلى الآخر. ففي أحيان كثيرة يجد البعض صعوبة في الاعتراف بتفوق الإمارات الدولة الحديثة ولكن يكفي المراقب رصد ما يسعى منافسوها من تقليد ممارساتها وما تقوم به كي تستدرك المعنى دون أن تنتظر الاعتراف الصريح وفي هذه النقطة ينبغي علينا أن نجد لهم العذر فالإنجازات الإماراتية ضخمة وكبيرة لدرجة أن الدول الكبرى بدأت تفعل شراكات معها. 
 
 
عرفت الإمارات بقائدها مؤسس دولة الاتحاد المغفور له، بإذن الله، صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبأفكاره الطموحة والسابقة لزمنه والمتجددة. وعرفت عنها أيضاً أن أعمار المجتمعات والدول لم تعد تقاس بعدد السنين - كما ما يزال البعض يتوهم- ولا حتى بالمساحات الكبيرة للدول أو الثروات وإنما تقاس بالإنجازات والقدرة على توظيف موارد الدولة وعلى رأسها الإنسان في التنمية وفي هذا أصبحت الإمارات دولة رائدة في المنطقة وتقود مسيرة تغيير مساراتها لتكون دول هذه المنطقة وأبناءها ضمن دائرة الدول المنافسة على خدمة الحضارات الإنسانية كما كانوا في السابق.
 
 
مع كل فعالية دولية تعقد في الإمارات تثار فيها موضوعات تدفع المراقبين والباحثين إلى التفكير في قضايا وموضوعات تجدها بعيدة عما هي متداولة في المنطقة حيث ترفض الاستسلام للقيم السائدة فيه، والانطلاق نحو التفاعلات العالمية الكبرى. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره