مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2019-12-08

الإمارات واتفاق الرياض

إن أهم ما يمكن أن يعكسه دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل لاتفاق الرياض والمصالحة اليمنية بين الحكومة اليمينة والمجلس الانتقالي الجنوبي هي النية الصادقة التي حملتها دولة الإمارات تجاه اليمن وقرارها بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الحرب ضد الحوثيين. هذا الاتفاق، الذي لم يكن ليتحقق لولا الوقوف الإماراتي خلفه ودعمه بكل الوسائل، أثبت للعالم أن دولة الإمارات دولة مسئولة في النظامين العالمي والإقليمي ولا تحمل إلا نية تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.
 
 لقد نجحت دولة الإمارات نجاحاً مبهراً في خلق أرضية قوية في جنوب اليمن عبر دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي – الجهة اليمنية الأبرز الهادفة إلى تحقيق أمن واستقرار اليمن والمخلصة في هدفها في تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين. لم تتراجع دولة الإمارات يوماً عن هدفها الداعم للتحالف العربي في فرض سيطرة الشرعية في اليمن على جميع مناطق اليمن وتحريرها من سيطرة الحوثيين. إلا أن ضعف الحكومة اليمنية الشرعية في تبني استراتيجيات ساعية إلى تحرير اليمن من قبضة الحوثيين وتخاذلها عن تحقيق هذا الهدف جعل دولة الإمارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تمكن من تحقيق ما لم تستطع الحكومة اليمينة الشرعية المدعومة من التحالف من تحقيقه. فدعم الإمارات للمجلس الانتقالي لم يأتي لإضعاف الحكومة اليمنية الشرعية على الإطلاق، بل جاء ليحقق الهدف الذي جاء من أجله التحالف العربي ألا وهو تحرير الأراضي اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران واستعادة الدولة اليمنية. 
 
ويأتي اتفاق الرياض ليعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح بعد أن حاولت جهات داخل الحكومة اليمنية أخذها نحو الاتجاه الخاطئ. نعم، اتفاق الرياض يُعيد الحالة التي تشكل من خلالها التحالف العربي إلى هدفه الأساسي ألا وهو تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين، واستعادة اليمن إلى حاضنته الوطنية وليس غير ذلك. لقد تشكل التحالف من أجل استعادة اليمن من سيطرة الحوثيين، ولكن للأسف أن هذا الهدف قد تم الإضرار به من أطراف يمنية غيرت من استراتيجيتها من مواجهة الحوثيين إلى مواجهة اليمنيين أنفسهم ولاسيما المجلس الانتقالي الجنوبي، لا لشي سوى لأن هذا المجلس استطاع أن يحقق انتصارات وينفذ هدف التحالف العربي بشكل متقن، وتعاون مع التحالف في السير بتحرير اليمن من قبضة الحوثيين. لم يرق بالطبع لأولئك الذين يحملون أجندة خاصة وغير يمنية بأن يقبلوا بما حققه ويحققه المجلس الانتقالي من نجاحات، لذلك عملوا على خلق الفتنة الوطنية بين اليمنيين. 
 
لكن حكمة القيادتين السعودية والإماراتية وقفت في مرصاد مثل تلك المحاولة وأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح. فاتفاق الرياض يعيد الوضع إلى حالته الطبيعية بعيداً كل البعد عن التناحر من أجل أجندات فرعية غير يمنية. دعم الإمارات لاتفاق الرياض جاء في هذا الإطار، وجاء ليعطي الجميع رسالة واضحة بان دولة الإمارات لم تكن لها أطماع في اليمن غير ما يريده اليمنيون من استعادة دولتهم وتحقيق أمن استقرار المنطقة الخليجية. لقد قدمت الإمارات التضحيات الجسام من أجل هذا الهدف، فتستحق من كل يمني وطني وشريف أن يرفع لها القبعة امتنان وشكرا. اليمن اليوم بفضل ما فعلته الإمارات هناك هو بلد أكثر قوة وأكثر قدرة على تحقيق هدف تحرير اليمن واستعادة الدولة لهيبتها. 
 
ولعل المرحلة القادمة هي مرحلة أكثر حساسية، يجب من خلالها أن يدرك اليمنيون بأن الأمر أصبح في يدهم الآن. فإما أن يعملوا مع بعضهم البعض في خلق يمن جديد قادر على العودة إلى الهدف الذي بدأ الجميع عليه، أو أخذ البلد لا سمح الله إلى ما يريده المغرضون لليمن الحاملون لأجندات غير يمنية. وهم كثر، إلا أن هذا الاتفاق جاء ليعرقل أهدافهم ويخيب آمالهم. مع ذلك على اليمنيين أن يحذروا كل الحذر من دسائس مثل هؤلاء. 
 
دولة الإمارات سعيدة بما تم التوصل إليه في الرياض من اتفاق بين اليمنيين، ولا تأمل إلا أن ينجح الاتفاق في تحقيق هدفه في توحيد الجهود اليمنية نحو الهدف الأساسي والمتمثل في حشد جميع القدرات للعمل على استعادة الدولة اليمنية لهيبتها وفرض سيطرتها على كامل التراب اليمني، وأن تكون طرفاً مسانداً في تحقيق أمن المنطقة بعيداً عن تدخلات الآخرين.  
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره