مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-12-05

الإمارات.. خطوات استراتيجية

هذا ليس مجرد منعطف تاريخي، إنما هي استراتيجية مدروسة بعناية فائقة، كل خطوة فيها هي خطوة محددة ومحسوبة، الاتجاهات معروفة، والهدف النهائي في غاية الوضوح.
 
نتحدث اليوم عن دولة الإمارات العربية المتحدة، في عامها الخمسين البهي، عن رؤيتها منذ العام 1971 التي وضعها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعن كل تغيير أو تطور حدث منذ ذلك الحين، فكان المجال الإنساني على رأس كل الأولويات، قال رحمه الله: «الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان فيها، والمواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض» وقال أيضا:» بناء الإنسان في المرحلة المقبلة، ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت؛ لأنه بدون الإنسان الصالح لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب»، وقال: “الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب».
 
التطورات والتغييرات والتحسينات، والخطوات المحسوبة، خلال الخمسين عاما، شملت كل مجال: بناء دولة المؤسسات وفق أعلى معايير الهندسة العالمية للحكومات المتقدمة، بناء القوات المسلحة الإماراتية وجعلها واحدة من أهم الجيوش في المنطقة وتزويدها بكل ما تحتاجه من معدات وتقنيات متطورة، الاهتمام بالتعليم والصحة بشكل أساسي، وضع القوانين والتشريعات وتحديثها بما يتلاءم مع المتغيرات الواقعية والعالمية، بناء شبكة علاقات دولية محكمة ومتينة وذات جدوى عالية، الاهتمام الشديد بالقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والبيئية والرياضية والفنية بشكل دقيق ومتوازن وحسب أفضل الممارسات العالمية.
 
ما يميز خطوات دولة الإمارات العربية المتحدة الإستراتيجية، حسب ما يراه قادة وزعماء العالم، وحسب الإنجازات التي حققتها في زمن قياسي، وحسب الرأي السياسي التحليلي، أنها تمكنت ببراعة، خلال سنوات قليلة، من التحول أن تكون عضو هام مؤثر ومشارك في القرار السياسي الدولي والعربي والإقليمي والخليجي لتصبح قائدة مُلهمة للقرار السياسي، فأصبحت الدولة بقيادتها الحكيمة الرشيدة، هي التي تقدم المبادرات السياسية الدولية وتعرض رؤيتها التي تحوز دوما على الإعجاب منقطع النظير، وبدل أن تكون لاعب مهم في الساحة الدولية والإقليمية أصبحت رؤيتها السياسية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هي الرؤية التي توجه دفة القرار السياسي الدولي والإقليمي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، إحياء السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفض النزاعات العميقة في ليبيا وسوريا واليمن ومع الجارتين الاقليميتين تركيا وايران.
 
هذه الرؤية، وضمن هذه الخطوات الإستراتيجية المحسوبة بعناية، هي التي ستقول لنا جميعا كيف ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة بعد خمسين عاما، بكل وضوح.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره