2022-09-04
التسلح بالمعرفة
التسلح بالمعرفة أصبح أمرا لابد من التخطيط له وتنفيذه بالطريقة اللازمة على كافة المستويات بدءاً من المنزل وحتى مراحل التعليم المختلفة ووصولاً الى العمل وبيئته التي يجب ان تكون محفزة ومشجعة على المعرفة ، بل وتوفرها بأشكال مختلفة لموظفيها في جميع المستويات التنظيمية.
والأمر أصبح ضرورة ملحة خصوصا في الفترة الأخيرة ليس فقط بسبب ماهو معروف سلفا من قبل الكثيرون في خطورة شبكات التواصل الاجتماعي على طريقة تفكير مستخدميها ونظرتهم لكافة المواضيع وذلك لكونها تعمل بكل ما أوتيت من تحديثات ومحتوى -في الأغلب تافه – الى تسطيح العقول والاهتمامات بل وحتى الطموح ! يعزز ذلك وجود غريبوا الأطوار والجهلة وما يقابلهم من مستقبلين لرسائلهم من نفس الشاكلة وزد عليهم من يرغب بالحصول الأمعة ومن يبحث عن هويته ، ومن يريد المعلومة السريعة ! وهو أمر خطير ولا يستهان به خصوصاً إذا ما نظرنا الى سلوكيات الأغلب في الواقع والتي تعتبر انعكاس سلبي للمحتوى السلبي الذي يهدد ثقافة المجتمع وأخلاقياته من خلال التدليس ونشر مضامين تدعوا الى قبول ما لا يمكن قبوله سواء على مستوى الفطرة أو الدين او العقل !
وفي الحقيقية الأسباب التي تدعوا الى ان يكون موضوع التسلح بالمعرفة أمر هام وملح أسباباً كثيرة تضاف إلى محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، كالتهديدات السياسية من قبل بعض الدول التي تسخر ميزانياتها وجيوشها العسكرية وذبابها الالكتروني للتعدي على دولنا العصية عليها ، من خلال وسائل عدة أولها الغزو الفكري بنشر محتوى أفلامها ومسلسلاتها على المنصات الرقمية التي أصبحت إدماناً لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات ، بل ويتجاوزها إذا ما نظرنا إلى تأثيراتها بعيدة المدى على سلوكيات الناشئة! هذا المحتوى الذي يحاول ان يضرب العقيدة والأخلاقيات والثقافة ليروج لكل ماهو غير مألوف ومقبول لدى من يملك الفطرة السوية ! محتوى يهدف الى تغيير القناعات وتزوير التاريخ وقلب الحقائق ونشر الفتن والتشكيك في الثوابت!! محتوى لا يمت بصلة الى الدين الإسلامي ، وإلى المعرفة الراسخة ، والوطنية الحقة للبلد ولقيادته وثقافته. محتوى يستطيع أن يميز سطحيته من يملك المعرفة اللازمة التي تعود جذور إكتسابها إلى الأسرة قبل العوامل الأخرى من مؤسسات تعليمية ، واعلام ذا مضامين هادفة مدروسة ومعالجة تربوياً ونفسياً.
خلاصة القول، اننا نتلقى ملايين الرسائل من محيطنا في اليوم الواحد ، أغلبها أما رسائل سلبية ، غير هادفة، تافهة ، والقليل منها رسائل إيجابية وهادفة وذات معنى يكسبنا معرفة لم تكن موجودة في اليوم الذي يسبق تلقينا لهذه الرسائل ! والحقيقة ، ان نوع الرسائل وتأثيرها يعتمد بشكل كبير علينا نحن ! فنحن من نحدد تفضيلاتنا وما نريد ان نتعرض له من رسائل ، وما نريد ان نكتسبه منها ليصبح بعد ذلك جزءا لا يتجزأ من معرفتنا وطريقة تفكيرنا و بالتأكيد سلوكياتنا ! ويبقى السؤال الذي يستدعي كثير من التفكر والتأمل والإدراك....هل المعرفة المكتسبة والمتراكمة على امتداد سنوات عمرنا تجعلنا متسلحين بما يكفي لمواجهة الغزو الفكري؟؟ أم انها تخدم من يريدنا بعقليات سطحية جل اهتمامها زيادة اعداد المتابعين بغض النظر عن نوع المحتوى الذي قد يكون في غالب الوقت عبارة عن سلوكيات تعكس انحطاط أخلاقي ، أو تقليد أعمى واستهبال واستجداء لتعاطف بتمثيليات سخيفة !
السطر الأخير ...
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أظل أهاب الرجل حتى يتكلم، فإن تكلم سقط من عيني، أو رفع نفسه عندي)
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات