2022-11-01
التسويق السياسي ..تاريخياً وأكاديمياً
تاريخياً ، يمكن القول انه لا توجد دراسات تؤكد البداية الحقيقة للتسويق السياسي من حيث المفهوم والانتشار، بل اجتهادات من بعض الباحثين ترجح ان مرحلة خمسينيات القرن العشرين شهدت تطورا ملحوظا لمفهوم التسويق السياسي من عدة اتجاهات، ومنها الاتجاه الذي يرى ان ارهاصات مفهوم التسويق السياسي يعود الى فلاسفة اليونان وان الهدف منه كان إقناع الجمهور بأمر ما ، أما الاتجاه الثاني فيربط بدايات التسويق السياسي بظهور المطبعة وما ترتب عليها من منشورات ساهمت بشكل كبير في تطبيق الدعاية السياسية وما تبع ذلك من ظهوؤ الاذاعة ثم التلفزيون وهو الأمر الذي شجع على المحتوى السياسي لتلك الوسائل الجماهيرية التي من شأنها ان تصل الى عدد كبير من الجماهير وتؤثر بهم وعلى سلوكياتهم واتجاهاتهم.
كما ان هناك اتجاه ثالث يرى ان بداية مفهوم التسويق السياسي مرتبط بثلاثينات القرن العشرين ويربطه بنشأة معهد جالوب الذي ركز على دراسات قياس الرأي العام، أما الاتجاه الرابع فيرى ان بداية المفهوم ترجع الى الدعاية السياسية في فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الستينات !
أكاديمياً، هناك ثلاث مدارس تنازعت حول مفهوم التسويق السياسي ، منها المدرسة التجارية التي ترى ان التسويق السياسي والتسويق التجاري متماثلان وأن أوجه التشابه بينهما كبيرا جدا لدرجة انها تفوق أوجه الاختلاف،فعلى سبيل المثال ، تطبيق مبادئ واساليب التسويق التجاري في الحملات السياسية التي يقوم بها الأفراد والأحزاب والحكومات ، بما يتضمن أساليب قياس السوق السياسية والتخطيط والتنفيذ الخاص بالحملات السياسية. كما يتم التخطيط وتنفيذ البرامج الانتخابية والسياسية لتحقيق المنفعة المتبادلة بين الكيان السياسي والمستهدفون من هذه البرامج. الى جانب ان التسويق السياسي ينطوي على الابحاث ودراسة الجماهير لتسويق الأفكار والآراء المرتبطة بالموضوعات والقضايا والشخصيات السياسية لإقناع الجماهير بأنها أفضل من الأفكار والآراء المرتبطة بالموضوعات والقضايا والشخصيات السياسية التي يسوقها أي كيان سياسي آخر !
أما المدرسة الثانية ، فهي مدرسة الاتصال السياسي والتي تتناول مفهوم التسويق السياسي انطلاقا من كونه معاصر للاتصال السياسي مع الأخذ بعين الاعتبار دوره في تشكيل الواقع السياسي من خلال تسخير جميع وسائل الاتصال والتطورات التكنولوجية على تلك الوسائل التي من شأنها ان تحقق الاتصال السياسي الفعال. المدرسة الثالثة وهي مدرسة الحملات الانتخابية ترى ان التسويق السياسي عبارة عن منهج له أدواته التي تظهر لإدارة الحملات الانتخابية ، واستناداً على ما سبق، يعتبر التسويق السياسي مجموعة من الأنشطة الاتصالية التي تستهدف تسويق المرشح أو شخصيته أو برنامج الانتخابي الى أكبر عدد ممكن من الناخبين للحصول على تأييدهم وقرار التصويت لصالحه بطريقة افضل من المرشحين المنافسين.
خلاصة القول، ان التسويق السياسي –وان تعددت المدارس التي حاولت تأطيره كمفهوم-أضحى صناعة رئيسة متنامية بحاجة الى بناء علمي قوي يتضمن نماذج فعالة يمكن تطبيقها على ارض الواقع مبنية على دراسة دقيقة جدا للمشهد السياسي الحالي بكل جوانبه والذي –بلا شك-شهد تغيرات وأزمات عديدة ومتتالية بشكل متسارع يتطلب التعامل معه والاستفادة منه لتسويق سياسي هادف !
السطر الأخير ...
العلاقات الوطيدة بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والزيارات التبادلية بين البلدين وآخرها الزيارة الرسمية لوزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مترأساً وفد دولة الإمارات في اجتماع الدورة العاشرة للجنة الوزارية العليا المشتركة بين البلدين الشقيقين...تسويق سياسي لحجم العلاقات التاريخية المميزة بين مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة .
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات