مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-12-05

التضخم والتحوط: العلاقة الشائكة !

العديد من تقارير المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي أكدت ان جائحة كورونا (كوفيد- 19) أثرت بشكل كبير وعادت بالتقدم الاقتصادي العالمي عقودا الى الوراء مسببة اضطرابا في الماليات العامة، وفي الوقت نفسه اشارت الأبحاث الاساسية في مجال الاقتصاد ان اقتصادات الأسواق الصاعدة والأسواق النامية يمكن ان تحقق نتائج جيدة في حال نقل المعرفة بين الدول بما يمثل محركاً مهما للابتكار.
 
ولعل هذا الطرح يتناسب الى حد ما مع  انخفاض اعداد مصابي ووفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) مؤخراً – باستثناء الطفرة الحاصلة حاليا في بعض الدول الأوروبية وحدوث ما أسمته بعض الدول الموجة الرابعة للفيروس- و اتخاذ العديد من الدول خطوات جادة لتحديد ملامح المرحلة القادمة من (التعافي الاقتصادي) بدءا من الإجراءات الخاصة بتعزيز الطلب وتوفير مصادر بديلة للدخل وكذلك جذب وتسهيل إجراءات الاستثمارات الجديدة واستراتيجيات أخرى مدروسة ولها القدرة على الخروج من تداعيات الأزمة بأقل الخسائر الممكنة ورفع احتمالات التعزيزالاستراتيجي لاستدامة  واستقرار مسارات التنمية  من خلال مبادرات اقتصادية متنوعة تستهدف تحقيق أولويات الدول على مدى زمني يختلف حسب المبادرات والميزانيات المرصودة لتحقيقها.
 
ورغم ذلك ، تجدر الإشارة الى ان التعافي الاقتصادي العالمي أمام تحد آخر قد يواجه مساره وهو “ التضخم الاقتصادي” الذي يشكل زيادة تظهر بشكلٍ مُستمر على الأسعار الخاصة بالمنتجات، أو الارتفاع التدريجيّ بالأسعار  و يظهر نتيجةً للتوسع في العرض أو الطلب أو زيادة التكاليف مما يؤثر بشكل سلبي على عدة جوانب متعلقة باقتصاد الدول ومنها التوزيع الخاص بالدخل الوطني ، تأثر القوة الشرائية الخاصة بالنقود، التأثير السلبي على ميزانية المدفوعات ، وتأثر توزيع الثروات . ويمكن ارجاع أسباب حدوث التضخم  الاقتصادي الى ظهور زيادة بالطلب الكلي على المنتجات؛ بمعنى زيادة الطلب على العرض، ظهورانخفاض بالعرض الكلي وهو حدوث خلل اقتصادي ناتج عن انخفاض العرض الكلي بسبب الاستخدام الكامل وعدم كفاية الإنتاج، ارتفاع التكاليف الخاصة بالإنتاج، الاعتماد على الخدمات والسلع المستوردة، الحروب والكوارث الطبيعيّة، تأثير الفوائد المصرفيّة.
 
حالياً،  بعض المحللين يرى ان ما يمر به العالم من تضخم اقتصادي هو جزء طبيعي من التعافي من تداعيات كوفيد-19 ،  في حين ان  مقاييس ومؤشرات “بلومبرغ إيكونوميكس”  تظهر ان النقص في الإمدادات العالمية (أزمة سلاسل التوريد في العالم) هي التي تدفع الأسعار للأعلى وتعرض التعافي الاقتصادي للخطر مما يبرز أهمية موضوع “ التحوط من التضخم” وحماية الأفراد،المستثمرين، والدول من آثار التضخم على المدى البعيد ، فهناك من يرى ان المخرج هو وجود الاستراتيجيات والمبادرات الاقتصادية والتفكير في الاتجاه نحو مصادر دخل أخرى تحافظ على رؤوس الأموال مثل الذهب والاستثمار في الأسهم و العملات الرقمية.
 
خلاصة القول، بغض النظر عن سرعة الأحداث والأخبار التي يتم تداولها عن التعافي الاقتصادي والاحصائيات والنسب المخيفة عن التضخم المتوقع  و الذي بدأت ملامحه تظهر بشكل واضح في بعض الدول وستظهر بشكل أكبر العام القادم ، تبقى المسألة الأهم-بإعتقادي- أمام كل تلك المعطيات ،هي التفكير في التخطيط الاستراتيجي المبني على دراسات دقيقة للتحوط مما هو قادم على مستوى الأفراد والدول.
 
السطر الأخير ...
 «أولوياتنا أسرع دولة في التعافي في المدى المنظور وأكثرها تنوعاً واستقراراً اقتصادياً على المدى البعيد.. الإمارات قوية باقتصادها.. واثقة من قراراتها.. مراهنة على أبنائها.. ومؤمنة بتفوق مستقبلها» محمد بن راشد آل مكتوم - نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره