مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-02-02

الثقافة أولاً أم التقنية

ذكرت مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” أن نجاح الشركات التي تستخدم الذكاء الإصطناعي لا يعود الى التقنية فقط، بل الى الثقافة.
المجلة شخصت مشكلة العالم العربي في استخدامه للتقنية الحديثة دون ايمان كاف بالفكر التقني وأهميته.
 
بمعنى أن وجود واستخدام أجهزة الحاسب الآلي في تطبيقات الذكاء الإصطناعي لا تعني النجاح  انما الإيمان بالفكر التقني واستثمار هذه التقنية هو النجاح. 
 
في الخليج تتصدر السعودية والإمارات الإهتمام بالذكاء الإصطناعي بشكل كبير من خلال تأسيس وزارات وهيئات رسمية والنفتاح على استثمار تطبيقاته، ونجدهما سباقتان في ادخال الذكاء الاصطناعي في عدد كبير من المجالات كالصناعة والتعليم والطب ومجالات عدة.
 
من هنا يبرز السؤال وماذا عن المؤسسات الصحفية ؟
ماذا عن رؤساء التحرير الصحف ووكالات الانباء؟
هل تغيرت ثقافتهم وآمنوا بالتحول الرقمي؟
 
لقد أظهر استطلاع لشركة “تومسون رويترز”، شمل 200 رئيس تحرير ورئيس تنفيذي ورائد من رواد التكنولوجيا الرقمية، حقائق عدة أهمها أن 
78 في المئة من العينة يؤمنون بأهمية زيادة الاستثمار في الذكاء الإصطناعي للمساعدة على تأمين مستقبل الصحافة، لكن ليس كبديل من تشغيل المزيد من المحررين، ويرى 73 في المئة أن الشخصنة المتزايدة طريق بالغ الأهمية إلى المستقبل.
 
هذا يعني أن من يتحدث عن إحلال الصحفي الآلي “الربوت “ مكان الصحفي الإنسان، يجهل دور صحافة الذكاء الإصطناعي التي باتت وكالات الأنباء الغربية وغرف أخبار الصحف تعتمد عليها في كتابة التقارير الصحفية وكل ما من شأنه أن يفسح المجال للصحافي للتفرغ للعملية الإبداعية. 
 
  برأيي أن المشكلة الأساسية في واقع الصحافة الخليجية والعربية، هي أننا انتظرنا طويلاً والصحافة الورقية  تمرض ثم تحتضر، والآن ما زلنا نتباكى على وفاتها، لكننا لم ننظر إلى المستقبل ونتطلع الى المولود القادم بقوة.. إلى صحافة رقمية واعدة بالمجد للإعلام.
 
 خاصة وأن قطاع الشباب -في ظل ضعف الصحف- تحول إلى متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ليس لأنها تقدّم له الأخبار بشكل سريع، ولكن لأنها أيضا تمنحه الفرصة للتفاعل، بينما بقيت مواقع صحفنا الالكترونية صامتة دون أن تشرك القاريء وتتفاعل معه.
 
إن جمهور اليوم قد اختلف تماماً في احتياجاته عن جمهور الأمس، وبالتالي لم يعد المحتوى التقليدي مناسباً له، ولذلك من المهم أن تسعى الصحف إلى إجراء الاستطلاعات حتى تتعرف على رغباته ، ونفهم كيف ينظر مختلف الأشخاص إلى القضايا المختلفة، وفقا لنوعهم أو لعمرهم، أو لتعليمهم، كما أن فهم العلاقة بين مُنتج النص وجمهوره، تساعد المُنتج على معرفة آليات التأثير على الجُمهور وتأثير المحتوى على حياة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي الانترنت في الشرق الاوسط التي تشهد نمواً ملحوظاً في استخدام الإنترنت والهاتف المحمول وشبكات التواصل الاجتماعي في 2018، وفق نتائج تقرير سنوي صدر عن منصة إدارة وسائل التواصل الاجتماعي “هوت سويت” مطلع 2019، اذ أن منطقة الشرق الأوسط التي يسكنها نحو 250 مليون نسمة، يوجد فيها 304.5 ملايين اشتراك بالهاتف المحمول.
 
وهو ما يفوق عدد السكان، كما أن 182 مليون مواطن في الشرق الأوسط يصلون إلى الانترنت ما يعني 71 في المئة من سكان المنطقة.
 
لذلك فإن القاريء اليوم هو متصفح النترنت الذي يملك العديد من الخيارات لذلك على الصحف أن تعرف ماذا يريد.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره