مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-04-04

الثقة في الميديا

الحكم بل الجزم، بأن «تنظيم الإخوان المسلمين» الإرهابي هو الخطر الأكبر على استقرار المجتمعات، أمر لا يختلف عليه اثنان ممن يحملون شعوراً وطنياً.
 
 
كما أن التأكيد أن العيب ليس في وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف إعلامياً بـ»السوشيال ميديا» التي لم توجد أساساً لخدمة أهداف سياسية أو أمنية تخريبية أمر يتفق عليه لدى غالبية دارسي علم الاجتماع بل حتى عند الناس العاديين الذين يفكرون في أهمية تسهيل الحياة على الناس؛ لذا ليس من الغريب أن تجد شريحة كبيرة من أفراد المجتمع غير مقتنعين بإمكانية أن يكون تطبيق «كلوب هاوس» الاكتشاف الجديد في عالم «الميديا» والذي يعتمد على الصوت بأنه يشكل خطر على استقرار المجتمعات الإنسانية.
 
 
ومن الناحية المنطقية فإن لكل اكتشاف أو اختراع وجهين في الجوانب الوظيفية له. الجانب الأول: إيجابي ويقدم خدمات مفيدة لأفراد المجتمع وهذا عادة ما يفكر فيه أصحاب النفوس النظيفة والسوية. 
أما الجانب الآخر: وهو الجانب السيء أو القبيح فهو عندما يتم توظيفه من قبل أصحاب الأجندات السياسية ولمن لديهم مشروعات تخريبية في المجتمع والمقصود هنا الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي أدركت أهمية هذه الوسائل في التأثير على أفراد المجتمع.
 
 
وإذا ما كانت تجربة بعض المجتمعات العربية غير جيدة أو غير سوية مع هذه الوسائل ناتجة عن تعبئة «الجماعة» ومن يدور في فلكهم الرأي العام ضد قواعد وأعراف المجتمعات الإنسانية، وبالتالي أدت إلى مشاكل وأزمات سياسية وأمنية فإنها في الجانب المقابل عملت على تسهيل الحياة كما عملت على نشر المعرفة والوعي بين الناس وكانت سبباً في رفاهية الناس وتغيير حياتهم نحو الأفضل وهذا هو أساس هذه التطبيقات. 
 
 
هناك فئة غير سوية: لا أخلاقياً، ولا وطنياً، ولا حتى إنسانياً وهؤلاء لا يريدون للناس أن تعيش بسلام بل يشعرون بالسعادة عندما يرون الفوضى والدمار في المجتمعات، فطريقة تفكيرهم مؤذية للإنسانية وهم يرون في كل منبر للتخاطب أو التواصل فرصة سانحة لتوجيه رسائل الشر فهم بدأوا أساساً من: منبر المسجد ثم انتقلوا إلى منابر الإعلامية مثل: الفيسبوك وتويتر وحالياً يحاولون التغلغل من خلال «كلوب هاوس»، لبث أفكارهم ووساوسهم لأفراد المجتمع.
 
 
لم يكن الإنسان العربي مشغولاً في ترتيبات السلام المجتمعي والتعايش بين الأديان والطوائف قبل انكشاف مخططات تنظيم «الإخوان المسلمين» ولم يكن لديه شك في وسائل التواصل بين الناس ولكن اليوم ومع ظهور هذا الفكر المدمر يتحسسون ويستشعرون الخطر من أي تطبيق جديد لدرجة أنهم يرون في كل وسائل التواصل الاجتماعي الشك والقلق منه وعدم الوثوق فيها. 
 
 
الحقيقة التي لا يمكن لأحد التحكم فيها هي أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها مسألة مفروغ منها ولم يعد لأي سلطة موجودة خياراً فيها. لأن الواقع يفرض نفسه على الجميع بواقع التطور التقني لهذا ينبغي ألا يستغرب أحدنا إذا ظهرت وسيلة أو وسائل أخرى جديدة لأنه أمر متوقع، وإنما الشيء الذي ينبغي عمله لتحصين المجتمعات هو العمل على خلق «حائط صد» وطني ضد أي مشروعات فكرية تخريبية لأنه أقصر طريق بل وأقوى أداة للتعامل مع هذه التطورات الجديدة.
 
 
مع أن الاعتقاد البارز أن جماعة الإخوان المسلمين هم الذين أضروا بكل التطبيقات وأساءوا إلى الجهود الإنسانية وهذا صحيح ولا غبار عليه. لكن في المقابل أيضاً هذه الوسائل نفسها التي فتحت «صناديق الإخوان السوداء» وفضحتهم أمام الرأي العام العالمي. 
 
 
فمثلما تحولت تويتر والفيسبوك سلاح ضدهم وضد مساعيهم التدميرية. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره