مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-02-01

الحوثي ولحن الهزيمة..!!

يثبت تهديد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في بداية هذا العام، بقطع طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر مدى الخطورة التي يمثلها هذا التنظيم الطائفي ليس على الدولة اليمنية فحسب أو حتى على الجوار الجغرافي له وتحديداً المملكة العربية السعودية بل على ممرات التجارة الدولية.
 
تزداد حجم خطورة هذه اللغة التهديدية، إذا ما تيقن الجميع بأن ما تفعله هذه الميليشيا (الذارع السياسي والأمني لإيران في جنوب المنطقة العربية) إنما هو من أجل تمكين نظام الملالي في إيران من السيطرة على مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر وهو ما سيوفر له بالتالي ميزة الإطلالة على أهم ممرين بحريين دوليين هما: مضيق هرمز المطل على الخليج العربي ومضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر وهما المنفذين العربيين إلى العالم، الذي يشهد هذه الأيام منافسة إقليمية ودولية للسيطرة عليه.
 
وإذا كان كلام المسئول الحوثي أكثر وضوحاً في التعبير عن نية هذه المليشيا التي يمثلها بدون أي حرج أو تردد، فإن المصيبة الكبرى أنه وجه هذا التهديد أمام مسئول أممي وهو معين شريم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الأمر الذي يعني أننا  لسنا أمام «وقاحة» سياسية لا تعطي أي اعتبار للمجتمع الدولي ولا ممثليه وأننا لسنا أمام «كلام عادي» يمكن تجاهله بل إننا حقيقة بصدد «عقلية» خطرة ومستفزة ينبغي على المجتمع الدولي مواجهتها ليس فقط بالعمل على الحد منها وضبطها وإنما «بترها» والقضاء عليها كي لا تتكرر وتمثل حالة معتادة خاصة وأن أذرع إيران باتت منتشرة في المنطقة منها حسن نصرالله.
 
ولو نظرنا إلى «لحنه» من الناحية الموضوعية فإن تهديدات صالح الصماد ليس إلا دليل واضح على حجم الخسائر التي يتكبدها الحوثيين على الأرض اليمنية من قبل الجيش الوطني اليمني الذي يلقى دعماً لوجستياً من القوات إماراتية التي نجحت في استعادة الشرعية في العديد من المواقع كان الحوثيون يسيطرون عليها وهو ما يثير قلقاً متزايداً ليس فقط من ناحية القضاء على سيطرة الحوثيين وإنما (وهو الأهم) دلالة ذلك، حيث يعني تقدم القوات اليمنية إنهاء الوجود الإيراني في الجنوب العربي أو بالأصح في جنوب الجزيرة العربية التي يسعى النظام الإيراني لتطويقه. فالخسائر هذه المرة ليس في بقاع عادية وإنما مناطق استراتيجية وهو ما دفع بالحوثيين إلى استدعاء المبعوث الدولي ليس لتوجيه تهديدهم وإنما من أجل المقايضة للتنازل عن مواقع معينة مقابل وقف تقدم قوات التحالف باتجاه الحديدة، ولكن «لحنه في هذه اللحظة نشاز» ولا يمكن الاستماع إليه.
 
التهديد يعبر عن القلق والخوف وعن عدم التوازن بسبب حالة التقدم الميداني للقوات اليمنية والإماراتية هناك واستخدام «لحن التهديد» هو من أجل إثارة مخاوف الدول الغربية خاصة وأن الذاكرة الغربية تحتفظ بالقرصنة فيها و لما يمثله هذا الممر من أهمية في الاستراتيجية الدولية وهدف الصماد، الذي يتلقى تعليماته من طهران، من كل هذا هو تثبيت الوضع في اليمن في منطقة الحديدة بعد أن تم استعادة الشرعية في ميناء «مخا».، فكل ما يفعله الحوثيين  الآن لا يتعدى محاولة إيجاد موطئ قدم لإيران في اليمن على الأقل لحين تجاوز «المحنة» السياسية التي يعيشها لنظام الإيراني حالياً في الداخل وكذلك الضغط الدولي.
 
مثل هذه اللغة والسلوكيات التي تقوم بها «الأذرع» السياسية الإيرانية تفسر لمن يريد أن يستوعب لماذا تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، بل إن ترك تلك التهديدات تمر سيكون الامر بمثابة الانتقال بحالة الاستقرار العالمي بدءاً من هذه المنطقة الاستراتيجية في النظام الدولي، من السيء إلى الأسوأ، فالأسلوب والمكان مشروع «تحريض» وتحدي للمجتمع الدولي بغض النظر على القدرة على التنفيذ ولا يمكن تحمله أو أخذه بعدم المبالاة، وهذا ما أيقض صناع القرار في دول مجلس التعاون الخليجي ونبهت إلى أن ترك الحوثيين في اليمن دون أي رادع إنما هو مسعى لملامسة أمن واستقرار المنطقة المهمة في الاستراتيجية الدولية.
 
تستحق دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية التقدير من المجتمع الدولي ومعها باقي الدول المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن لأنهما استطاعا أن يستقرأ النية الحقيقية لميليشيا الحوثي بعد أن خدعوا كل من وثق بهم ووقع اتفاقية معهم حيث أنهم لم يحترموا ما تعهدوا به وكانت أسوأ أنواع الخداع الحوثيين تلك التي حدثت مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما غدروا به وقتلوه لأنه لم يعد مهماً لهم أو هكذا اعتقدوا..!! 
 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره