مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-05-02

الرمح الذهبي وسراب إيران..!!

هناك حديث متواتر في وسائل الإعلام المختلفة بأن الهجوم المقبل لقوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن سيكون حاسماً لأنه يستهدف ميناء الحديدة الاستراتيجي والواقع على البحر الأحمر، ومعروف عن هذا الميناء أنه يعتبر منفذ لتهريب إيران للأسلحة لوكلائها الحوثيين تحت بند المساعدات الإنسانية، الكذبة الإيرانية التي يصدقها مبعوث الأمم المتحدة ويرفض القيام بأي دور رقابي على تلك السفن والقوارب التي تدخل الميناء رغم أن هناك ثوابت بتلك التجاوزات الإيرانية، وبسقوط هذا الميناء يكون آخر منفذ بحري كانت إيران تهرب أسلحتها إلى الحوثيين.
 
 
بالملاحظة تؤكد التحركات السياسية في الإقليم أن هناك اتفاق دولي على أهمية إنهاء الأزمة اليمنية وإغلاق ملفها وربما يكون خلال الأيام القليلة القادمة، بل إن تقديم إنهاء الأزمة اليمنية على الأزمة السورية أكثر إلحاحاً، من باب أن الخلاف الدولي على اليمن أخف من سوريا، حتى وإن تباكى نائب وزير الخارجية الروسي في كلمة له في مؤتمر المانحين لليمن في جنيف بأن الوضع الإنساني كارثي في اليمن متناسيا ما يقوم به جيش بلاده في سوريا. فكما يبدو من الإدارة الأمريكية الجديدة التي أرسلت وزير دفاعها جيمس ماتيس، مؤخراً، إلى المنطقة أنها  تريد التفاهم مع دول الخليج في إنهاء الأزمة اليمنية قبلا وذلك لأسباب لها علاقة بمحاربة «داعش» و»القاعدة» في اليمن وبالتأكيد فإن جماعة الحوثيين هي الأخرى مع مرور الوقت ربما تتحول إلى تنظيم مزعج للمصالح الأمريكية والسلام الدولي وقد بانت بعض المؤشرات مؤخرا عندما استهدفت جماعة الحوثيين السفن مؤخرا لذا فإن إنهاءها يكون خيارا استراتيجيا دوليا وليس خليجيا فقط.
 
 
عزل إيران عن اليمن أو بالأصح، قطع شريان الأسلحة التي تهربها إيران من خلال ميناء الحديدة، يعني شهادة وفاة للانقلابين في اليمن، وتأخر تحرير هذا الميناء من قبل قوات الشرعية في اليمن بإشراف القوات الإماراتية التي اكتسبت خبرة ميدانية في تحرير المناطق الساحلية مثل: مخا وميد وفي محاصرة الالتفاف الإيراني على المنطقة من خلال الموانئ المنتشرة في البحر الأحمر مثل ميناء عصب وبربرة، وبالتالي فإن هذا التأخر لا يعني أنها استعصاء عليها ولكن هناك دوافع إنسانية متمثلة في استغلال الحوثيين المدنيين كدروع بشرية وكذلك انتشار قواعدهم بين المدنيين علما بأن عدد سكان الحديدة يفوق مليون نسمة (حسب الأرقام المنشورة) وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى خطط لقطع الإمداد وهذا ما تفعله القوات الإماراتية. يبدو أن الإمارات تعمل وفق خطة  استراتيجية شاملة لإنهاء الوجود الإيراني بالكامل في القرن الأفريقي ليس فقط من خلال تحرير ميناء الحديدة ولكن وفق سيناريوهات متعددة بعضها عسكرية وبعضها علاقات اقتصادية مع الدول المطلة على البحر الأحمر وخصوصا مضيق باب المندب.
 
 
حرب اليمن تحمل بصمات حروب منطقة الشرق الأوسط جميعها التي تبدو أمام المراقبين أنها نزاع بين القوى السياسية في داخل الدولة الواحدة مثل لبنان والعراق وسوريا ولكن بالنظرة متعمقة فإن تلك الحروب تكون بخطط وتمويل إيراني بالدرجة الأولى فهي الدولة الإقليمية التي كما ذكرها أحد الكتاب الإماراتيين «هناك مشكلة.. هناك إيران» وبالتالي طالما أن هذه الحرب فرضت على دول المنطقة لا بد من إثبات أن دول الخليج ليست لقمة سائغة أو بتلك السهولة التي يظنها قادة إيران الذين يحبذون الصيد في الماء العكر ويسيرون على دماء الأبرياء كما  هو الحال في سوريا والعراق.
 
 
الحل السياسي هو هدف نهائي لقوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن وهناك قناعة أن اليمنيون ربما يتقاتلون طويلا ولكن في النهاية سوف يتفاهمون كما هو حال كل الصراعات الأهلية، ولكن قبل ذلك تدرك قوات التحالف العربي، أنه ينبغي إخراج إيران من اليمن باعتبارها السبب الرئيسي لما يعيشه شعبها وكذلك ينبغي إخضاع جميع القوى السياسية الداخلية الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح للسلطة المركزية في اليمن وهذا يبدو أنه قريب، وبتحقيق ذلك يكون المشروع الإيراني عبارة عن «سراب».
 
 
هناك إجماع دولي على كل المستويات السياسية والإعلامية ورؤية إماراتية استراتيجية على أهمية إسراع قوات التحالف العربي في تحرير ميناء الحديدة بطريقة تضمن الحل الشامل في تلك المنطقة الاستراتيجية للأمن القومي العربي!!.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره