مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-11-01

العقيدة العسكرية الخليجية..!

يتفق الكثيرون بأن حرب إعادة الشرعية في اليمن هي جزء من التحولات الاستراتيجية المهمة في المنطقة، وكذلك في منهج التعامل العربي مع الدول الكبرى في الإقليم إيران وتركيا. ويرى البعض أن هذه الحرب تطرح تساؤلات تمس الاستراتيجية العسكرية العربية والخليجية تحديداً، فهل ما زالت هذه الدول محتفظة بالعقيدة الدفاعية لها أم أن التطورات الميدانية في الإقليم والتغيرات في مواقف الحلفاء التقليديين لها دفعت بهم إلى اتباع استراتيجية هجومية للحفاظ على استقرارها والدفاع عن أمنها؟!
 
هذه الحرب دفعت الكثير من التحليلات في مراكز الأبحاث الاستراتيجية والمنتديات الثقافية والأكاديميين إلى محاولة فهم إن كان هناك تغير في هذه الاستراتيجية «التقليدية»، وخاصة أن نوعية التسليح الخليجي من الناحية الفنية تقوم بمهام هجومية. آخرها تلك النقاشات التي جرت في منتدى الاتحاد العاشر الذي انعقد في 20 و21 أكتوبر الماضي الذي كان عقد تحت عنوان «اليمن: الانقلاب الحوثي والرد الخليجي».
 
بالنسبة إليّ، من المبكر جداً الجزم بأن العقيدة العسكرية الخليجية قد تغيرت من عقيدة دفاعية اعتمدتها منذ نشأتها إلى عقيدة هجومية بمجرد دخول في حرب ضد ميليشيات الحوثيين، لأن هذه الحرب فرضت عليهم من «وكلاء» إيران، بل حدثت بعدما انتهت كل المساعي الدبلوماسية، فلم يكن هناك خيار أمام الخليجيين سوى الحرب. وأعتقد أنه يمكن إدراج ما تم في اليمن ضمن الاستراتيجية نفسها وهي العقيدة الدفاعية، على أساس أن دول التحالف العربي تدخلت من أجل «منع» شر قادم إليها، ومن ثم لا ينبغي عليها الوقوف أمامه مكتوفي الأيدي حتى يصل داخل دولها. 
 
باستثناء حالات منفردة تتكرر في وسائل إعلامية غير خليجية حول الاستراتيجية العسكرية الخليجية الجديدة لم أجد مثل هذا الكلام في المصادر التي أتابعها، إلا أن الكلام يكون منطقياً لو قلنا بأن هناك عقيدة «استباقية»، وهي عقيدة قديمة تقوم على «استباق» حدوث كوارث على الدول، وقد استخدمت في الحرب العالمية الثانية ضد التمدد الألماني في أوروبا باعتبارها أحد أساليب «الدفاع عن النفس». ومن هذه الزاوية، لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن التحرك الخليجي وربما العربي القادم لن يكون رد فعل كما اعتادت الدول التي لديها أطماعها الواضحة في المنطقة، بل صارت «المبادرة» باتخاذ قرارات سياسية قبل العسكرية للدفاع عن أمنها هو المطبق.
 
هذه العقيدة، أعني «الاستباقية» كسبت الكثير من المصداقية لدى المجتمعات الغربية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وفي الواقع هذه الاستراتيجية باتت اليوم «جذابة» للكثير من الدول في العالم.
 
حديثي هنا لا يقتصر على ما حدث في اليمن، والذي يرى الكثيرون أنه على الرغم من أن قرار الحرب جاء متأخراً بعدما سيطرة قوات «المخلوع» والحوثيين على الكثير من المؤسسات، فإنه كان صائباً؛ لأنه لو لم يحدث التدخل لربما كانت النتائج كارثية على استقرار المنطقة بأكملها. وإنما الأمر يتعلق بسياسات التي اتبعتها الدول الخليجية في الحفاظ على استقرار مصر الدولة الأكبر والأثقل سياسياً وديموغرافياً عربياً. وكذلك الأدوار والتحركات الدبلوماسية العالمية التي تحاول أن تجد حلاً للأزمة السورية.
 
بحسب ما نراه في الاستراتيجيات العسكرية الجديدة (العقيدة) أظن أنه لا فرق بين العقيدة القائمة على الهجوم والعقيدة التي تبنى من أجل الدفاع؛ من منطلق أن «الهجوم» أفضل وسيلة «للدفاع». ولذا، نجد أن الولايات المتحدة عندما تقوم بحرب في أفغانستان أو العراق، فإنما هي حرب دفاعية وفق التفسيرات الحديثة؛ لأن تجاهل خطر معين يحوم في منطقتك ربما ستكون نتائجه غير متوقعة!!
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره