مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-12-13

الكل يترقب.. بايدن

يثير فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة ترقباً لدى المتابعين السياسيين حول توجهات إدارته القادمة في المنطقة بشكل عام والدول التي تأثرت بسياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل أربع أعوام بشكل خاص؛ حيث هناك بعض الدول ما زالت تعاني سلباً من تداعيات ما كان يسمى بـ»الربيع العربي»، ويكمن هذا الترقب في: 
 
 
-هل سيكمل بايدن المشروع التخريبي لاستقرار المنطقة الذي بدأه أوباما سواءً من خلال سياسة الدعم لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي أو الاتفاقية النووية مع إيران أكبر حدثين في إعادة تقيم العلاقات الأمريكية مع دول العربية عموماً، أم أنا سنشهد سياسة خارجية مختلفة تؤكد طبيعة اهتمام إدارة بايدن لاستقرار المنطقة يؤكد فعلاً (تبرأه) مما حدث نتيجة لسياسات أوباما حيث كان بايدن يردد خلال المناظرات التي يجريها خلال فترة الانتخابات أنه لم يكن رئيساً خلال تلك الفترة حتى يلام على السياسات التي تمت في عهد كان فيه نائباً. 
 
الاحتمال الأكبر في هذا الصدد أن بايدن لن يسير على «أثر» أوباما لأسباب منطقية وشخصية، فقد أثبتت تلك السياسة خطأها وربما النتائج الواضحة على الأرض اليوم تبرهن ذلك خاصة في ناحية ارتفاع وتيرة التهديدات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، ويمكن اعتبار ما حملته مذكرات أوباما التي تحمل عنوان: «أرض الميعاد» بأنها ندم ومراجعة لما فعله وليس، كما يعتقد البعض، بأنها تمهيداً لاستكمال المشروع.
 
كما أن الدول التي شهدت تلك الفوضى وتأثرت بها سواء في المغرب أو المشر العربي، أعادت ترتيب علاقاتها الدولية بالشكل الذي لا تتفاجأ بأي سياسة أمريكية تخريبية أخرى وعمقت تواصلها الثنائي وذلك من خلال خلق توازنات استراتيجية مع الدول المنافسة للدور الأمريكي في العالم خاصة الصين وروسيا حماية لنفسها.  
 
أما على المستوى الشخصي، فإن بايدن يريد أن يتوج مسيرة حياته السياسية الممتدة لـ(5) عقود، حيث بدأت في 1972 سيناتور في مجلس الشيوخ ثم تتالت إنجازاته بأن ترأس لأكثر من مرة مجلس العلاقات الخارجية في الكونجرس إلى أن أصبح الآن مستعداً لقيادة العالم لذلك لن يكون نسخة من أوباما بل سيعمل على استعادة الدور الدولي لبلاده وسيعمل لخدمة الشعب الأمريكي.
 
لن يطول «ترقب» العالم لكي يعرف النهج القادم لبايدن وإذا كانت التصريحات الانتخابية تأخذ عادة طابع عدم الوضوح بالكامل لأنها تبقى خطوطاً عريضة فإن الشخصيات التي سيتم تعيينها ضمن فريقه والتي قربت إعلانها ستعطي مؤشرات أوضح خاصة منصب: وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ومع كل فكل شيء وارد في السياسة. وبما أن بايدن يدرك النشاط الدبلوماسي الذي قامت به دول المنطقة خلال الفترة الماضية فإنه سيضعها بعين الاعتبار وهو يجهز فريقه بالتالي فالفترة المقبلة هي مناسبة لتأكيد الولايات المتحدة لأهمية المنطقة وإلا فمن حق الآخرين البحث عن مصالحها. 
 
أغلب دول المنطقة رحبت بفوز بايدن بالانتخابات واعتبرت بعضها فرصة لتصحيح المسار للحزب الديموقراطي الذي تسبب في «خدش» الكثير في طبيعة العلاقات مع دول المنطقة بعد أن صار التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي سمة تلك المرحلة ودعم تنظيمات إرهابية ضد الحكومات الشرعية لذا سيكون مهما لبايدن إعادة تجديد العلاقة وإلا سيرسخ الصورة التي تركها أوباما في المنطقة وهي إثارة الفوضى وهذا يبدو بعيداً.  
 
لقد رتبت دول المنطقة أوضاعها الاستراتيجية لكل الاحتمالات التي يمكن أن تصدر من بايدن وغيره، فالخطط البديلة في التعامل الدولي عادة تكون جاهزة في الدول التي يتسم قادتها بالذكاء والجرأة السياسية وهاتين الصفتين شهد بهما أوباما لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبلا شك لم بعيداً عن إدراك بايدن نفسه.
 
وفق ذلك، نتوقع أن يبتعد جو بايدن عن تكرار سياسة أوباما التي تسببت في زعزعة استقرار المنطقة وأفضت لأن تشهد المصالح الأمريكية تهديداً وابتزازات من تركيا وإيران.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره