مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

المرشد الإيراني والسياسة الإيرانية

كعادته مع احتفالات إيران بانتصار ثورة عام 1979م طرح مرشد الثورة آية الله علي خامنئي خلال حديثه عدد من القضايا التي تطرح توجهات أعلى هرم السلطة في إيران. نتناول أهم ما جاء فيها. 
 
بدايةً يرى المرشد أن النفاق ظاهر وواضح في تصريحات الجانب الأمريكي فهم كما يرى المرشد "يتحدثون خلال الجلسات الخاصة مع المسئولين الإيرانيين بشكل، وخارج هذه الجلسات بشكل آخر، وهذا هو النفاق وسوء النوايا لدى العدو إذ يتعين على الشعب أن يرصد هذه الحالات بدقة". 
 
من هنا يمكن أن نلاحظ أن الشعب الإيراني - من منظور المرشد - يأتي في الجبهة الأمامية لمواجهة مثل هذا السلوك. تصريحات المرشد لا تكاد تخلوا ومن وراءه مسئولي النظام الإيراني من التأكيد على دور الشعب الإيراني في هذا الصدد. وهو ما أكده في سياق تلك المقابلة حين رأى أن أبناء الشعب الإيراني سيطلقون في مسيرات ذكرى الثورة شعارات الثورة بصلابة. 
 
التخوف الإيراني من النوايا الأمريكية، ينعكس بدوره على تصريحات المرشد فالأمريكيون من وجهة نظره "يكذبون عندما يقولون إنهم لا يسعون إلى تغيير النظام في إيران، ولن يترددو لحظة إذا كان باستطاعتهم تحقيق ذلك".
 
هذا الأمر لا يعني رفض المرشد للتعاطي مع الغرب وأمريكا للوصول إلى حلول فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. ولذا يرى أنه "يمكن تغيير الأساليب والتكتيكات". فأصبح مصطلح "المرونة البطولية" الذي سبق وأن صرح به المرشد، بوصلة لحكومة روحاني للتعاطي مع العالم الخارجي، وخاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. 
 
هذه التغيير في الأساليب والتكتيكات، واتخاذ من المرونة البطولية بوصلة للوصول للهدف لا يعني من منظور المرشد، أن تأتي على حساب الثوابت. فـ"المبادئ ينبغي أن تبقى ثابتة، فسر بقاء النظام الإسلامي هو الاعتماد الصريح والشفاف على المبادئ والقيم". وبطبيعة الحال تصبح المساومة من منظور المرشد والتي تأتي على حساب مبادئ الثورة أمر غير مجدي. 
 
لم يكن المشهد الاقتصادي ليغيب عن تصريحات المرشد. فالوضع الاقتصادي الذي تعانيه إيران وما يترتب عليه من مصاعب جمة للشعب الإيراني لابد وأن يأخذ نصيبه من تلك التصريحات. غير أن الركون والاعتماد على رفع العقوبات بوصفها السبيل لتحسن الاقتصاد الإيراني أمر لا يتماشى وفكر المرشد، ولذا يرى أن سعي المسئولين الإيرانيين لإنعاش الاقتصاد يجب ألا يعتمد على ذلك، بل يتوجب الاعتماد على الابتكار المحلي. 
 
هذا التوجه يأتي من منطلق سعي المرشد للوصول بإيران لمراحل متقدمه من الاكتفاء الذاتي، حيث ظهر هذا التوجه جلياً في شعار السنوات الأخيرة للسنوات الإيرانية. فجاء العام الحالي في إيران (13-2014م) تحت شعار الملحمة السياسية والملحمة الاقتصادية، بحيث تكشفت معانيها لدى المسئولين في إيران بالمشاركة الواسعة في الانتخابات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، أما شعار عام "الإنتاج الوطني وحماية العمل والاستثمار الإيراني" فكان شعار العام الإيراني السابق.
 
ما تقدم هو جزء من التصريحات التي أدلى بها مرشد الثورة في إيران والتي دائماً ما تأتي بوصفها مرتكزات لتصريحات لاحقة من قبل مسئولي النظام الإيراني، يغذيها في ذلك مناسبة انتصار ثورة عام 1979م والزخم الذي يصاحبها وتسابق أولئك المسئولين في إبراز العداء للقوى الاستكبارية.  
 
مناكفة هذه القوى والاستمرار في التشكك في نوايا الطرف الآخر ستبقى جزء مهم في مخيلة النظام الإيراني والذي لن يمانع في عملية التقارب مع تلك القوى المستكبرة بشرط أن لا يأتي هذا الأمر على حساب الثوابت والمبادئ .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره