مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2019-01-01

المفاعلات النووية .. بين السلم والحرب

عندما نتحدث عن المفاعلات النووية يتبادر إلى الأذهان مباشرة “التسلح النووي” و“القنابل النووية” لما من ارتباط هذا الاسم بعدم الاستقرار والمخاوف من استخداماته العسكرية. والواقع أن الدول أصبحت تتنافس لامتلاك التقنية النووية كوسيلة سلمية لمنفعة البشرية لدفع التقدم والرفاهية في جميع انحاء العالم.
 
والآن، وبعد مرور 65 عاماً على انشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعدما ألقى الرئيس الأمريكي أيزنهاور كلمة أمام الجمعية  العامة للأمم المتحدة في نيوورك في 8 ديسمبر من عام 1953، كان الخطاب حول القضايا النووية وكان مخطط في البداية للحديث عن “المخاوف النووية” بدلاً من “الآمال النووية” فقرر أن لا يركز فقط على مخاطر الحرب النووية وإنما الاشارة بالتطبيقات النووية المدنية في الزراعة والطب وتوليد الطاقة. ومنذ عام 1974 بدأت بعض الدول المتقدمة إدارة تقييم سياسات الطاقة الوطنية و ذلك بالبحث عن بدائل للنفط المستورد في انتاج طاقة مستدامة اقتصادياً وبيئياً. فإذا أرادت الدول أن تحافظ على النمو القصادي وأن تتنافس مع القوى الاقتصادية في العالم فيجب أن تعزز الاتجاه إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة. 
 
قد تتصف الطاقة النووية بتكاليف أولية عالية للغاية عند انشاءها، بالاضافة إلى الاجراءات المعقدة لادارة النفايات النووية وارتفاع تكاليف وقف تشغيل المحطة. ولكن بمجرد بناء المحطة، تكون عملية التشغيل والانتاج منخفضة التكاليف وهو ما يشكل حافز اقتصادي قوي للدول وشركات الطاقة باستخدام المفاعلات النووية كمصدر للطاقة منخفض التكاليف حيث أن الصيانة الدورية واستبدال قطع الغيار قد تحل بعد أكثر من 25 سنة. 
 
حتى نهاية ديسمبر 2017، يوجد 448 مفاعل نووي يعمل في 31 دولة. تعتبر الولايات المتحدة أكبر منتج للطاقة النووية في حين أن  فرنسا لديها أكبر حصة من الكهرباء المولدة من الطاقة النووية والتي تمثل %72 من انتاجها للكهرباء. أما دول الشرق الأوسط فقد أدركت بأنها يجب أن تسعى إلى تعزيز أمن الطاقة عن طريق تقليل الاعتماد على موارد الوقود الأحفوري الذي شكل %97 من انتاج الكهرباء في عام 2017 في منطقة الشرق الأوسط وآصبحت ملزمة بأن تلبي الطلب المتزايد على الكهربائي نتيجة النمو السكاني والاقتصادي. 
 
تقود دولة الامارات العربية المتحدة النمو في القدرة النووية في منطقة الشرق الاوسط حيث ستكون أول دولة تشغل الطاقة النووية في منطقة الخليج والتي بدأت الاعمال الانشائية لمحطة براكة للطاقة النووية في يوليو 2012  وبلغت تكلفته 20 مليار دولار بدعم من مؤسسة الامارات للطاقة النووية من خلال تركيب 5600 ميجا وات من الطاقة النووية والتي من المفترض أن توفر ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام في 2020.
 
ولم تكن المملكة العربية السعودية بعيدة عن هذا الاتجاه والتي تعتبر أكبر مستهلك للكهرباء في منطقة الخليج حيث تستهلك أكثر من ربع انتاجها النفطي لانتاج الكهرباء ويزداد فيها الطلب على الطاقة بنسبة 8 -   سنوياً. 
 
حيث آعلنت بمرسوم ملكي عام 2010 عن ضرورة تطوير برنامج الطاقة النووية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للكهرباء وتحلية المياه والتقليل من استزاف الطاقة الهيدركربونية، وتأسست بناءً عليها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لتكون الوكالة المتخصصة بالمعاهدات للطاقة النوووية والتخلص من النفايات المشعه. كما دشن ولي العهد محمد بن سلمان في نوفمبر 2018 أول مفاعل أبحاث نووي في السعودية.
 
ولكن السؤال هو: لماذا تلجأ دول غنية بالنفط كالسعودية والامارات إلى الاستعانة بالتقنية النووية من أجل توليد الطاقة؟ ويمكن الاجابة على هذا السؤال بكل بساطة، إذا أردت أن تحقق أعلى دخل من النفط فإنه عليك أن تبيعه في السوق العالمية لا أن تحرقه من أجل توليد الكهرباء.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره