مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-06-01

النظام الايراني والسياسة العودية

لم تكن الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ومن وراءها دول الخليج وخاصة دولة الإمارات، بدءاً من التحالف العربي في اليمن، والسعي إلى اعتبار الحليف الرئيس للنظام الإيراني في المنطقة منظمة إرهابية ونقصد هنا بحزب الله وليس انتهاءاً بالتحالف الإسلامي الذي أفرز بدوره تحالف 34 دولة بقيادة المملكة وإقامة مناورات رعد الشمال، أن تكون موضع ترحيب من قبل النظام الإيراني نظراً لما يشكله ذلك من تهديد لمساعي النظام الإيراني لتحقيق مزيد من النفوذ في المنطقة وزرع مليشياته ودعم مواليه .
 
 
المعطيات الراهنة تفضي إلى حقيقة وهي أن المملكة العربية السعودية تأتي بدورها المنافس الإقليمي الرئيسي للنظام الإيراني في المنطقة، بل والعائق لطموحات نفوذها. حيث تتجلى صور الحضور السعودي وما يقلبله من انفعال من النظام الايراني في التالي:
أ.    المكانة الإسلامية التي تحظى بها المملكة العربية السعودية.
ب.  الحضور على المستوى الإقليمي والدولي والتأثير على الساحتين.
جـ.  القوة الاقتصادية والدور الجوهري في سوق النفط.
د.    الحضور الفعال في العديد من الدول والملفات محط الاهتمام الإيراني ومناطق نفوذها.
هـ.   الدبلوماسية السعودية ووقوفها في وجه التغلغل الإيراني.
و.     المساحة والتعداد السكاني والقوة العسكرية جنباً إلى جنب مع بقية الدول التي تشاطر المملكة ما تشكله التدخلات المستمرة للنظام الإيراني في دول المنطقة.
 
 
تلك العناصر وغيرها جعلت من النظام الإيراني يتخذ العديد من السبل محاولةً لسحب البساط من المملكة العربية السعودية. 
 
 
فخلال السنوات الأخيرة، حاول النظام الإيراني جاهداً توظيف ما يطلق عليه بثورات الربيع العربي. فلم يكن هذا المسمى دارج في أدبيات النظام الإيراني وإعلامه، بل استخدم مصطلح «ثورات الصحوة الإسلامية» واعتبر أن تأثيرها جاء نتيجة الثورة في إيران عام 1979م. 
 
 
بعد كل تلك المحاولات يأتي التحالف العربي ومن ثم التحالف الإسلامي وما شهدته القمة الإسلامية الأخيرة من حضور وتأثير ملموس للمملكة العربية ليعيد للعقل الجمعي للنظام الإيراني أنه بعيد كل البُعد عن حلم قيادة العالم الإسلامي وتحويل نظرية أم القرى إلى واقع (أي أن تكون إيران قائدة للعالم الإسلامي) واستمرار التأثير السعودي وما يحظى به من تقدير للدول الإسلامية المؤثرة في المنطقة.
 
 
نتيجة لما تقدم ظهر جلياً ردة الفعل الإيرانية المنفعلة تجاه ذلك. ولعل أبرزها ما جاء من داخل مكتب المرشد وتصريحات قائد الحرس الثوري السابق ومستشار المرشد العسكري «رحيم صفوي» حين قال أن  الهدف من التدخل السعودي الخطير في الأزمات الإقليمية وتأسيس تحالفات متعددة هو القيام بدور الزعامة بين الدول الإسلامية، ومواجهة الدور الإقليمي لإيران التي تدعو الدول الإسلامية إلى الوحدة وتعزيز محور المقاومة الإسلامية في المنطقة.
 
 
إن المتفحص لمثل هذه التصريحات يتجلى له وبوضوح كيف يستقبل النظام الإيراني الخطوات السعودية تجاه المنطقة ودورها في توحيد الجهود لمواجهة تحديات المنطقة. وبالرغم مما تعرضت له المملكة من هجمات متكررة من قبل التنظيمات الإرهابية والقاعدة سابقاً وما يطلق عليه حزب الله الحجاز ولاحقاً داعش، إلا أن النظام الإيراني يحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة العربية السعودية واعتبار أن الفكر الإرهابي نابعاً منها. هذا ما جعل قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي يدعي أنه لا توجد عملية إرهابية إلا وتجد مواطن سعودياً فيها.
 
 
مثل تلك التصريحات وغيرها تعطي مؤشر واضح على أن النظام الايراني سيمضي جاهداً في مواجهة تلك الخطوات التي تتخذها المملكة العربية السعودية مع بقية الدول وفي مقدمتها دولة الإمارات. وهو ما يدفع بدوره الى أن تستثمر دول التحالف العربي تلك النجاحات التي تحققت وتصبوا نحو مزيد من تعزيزها في مواجهة سياسات النظام الايراني المزعزعة للاستقرار.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره