مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-09-06

ام بي زي وام بي اس 2

تكلمنا في المقالة السابقة عن بروز نجمي الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ولي عهد أبوظبي، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، واهتمام السياسيين في واشنطن بهاتين الشخصيتين، واعطاهما مختصر لاسم كل واحدٍ منهما: ام بي زي نسبةً للشيخ محمد بن زايد، وام بي اس نسبة للأمير محمد بن سلمان، مما يدلل على المكانة التي وصلت إليها هاتين الشخصيتين في عاصمة القوة العالمية الأبرز في العالم. 
 
وهنا لابد أن ننوه إلى أننا في المقالة الماضية كتبنا بالخطأ ام بي سي بدلاً من ام بي اس لذلك وجب الاعتذار من قبلنا عن ذلك. ويالها من معادلة تلك التي تجمع هاتين الشخصيتين القياديتين العربيتين في مخيلة الساسة والمهتمين في واشنطن بالمنطقة العربية.
 
هذه المكانة ما كانت لتتجسد في واشنطن، حيث مركز الثقل السياسي العالمي، لولا السمات القيادية التي تتمتع بها هاتان الشخصيتان وقدرتهما على نقل الطموح إلى واقع. ام بي زي وام بي اس يحملان مشروعاً عربياً لطالما انتظرت عواصم العالم السياسية ولاسيما واشنطن من قيادات المنطقة أن تقوم به. طوال الفترة الماضية، عاشت المنطقة العربية في ظل غياب لمشروع عربي قادر على أن يأخذ الريادة في المنطقة العربية أو على الأقل أن يقف في وجه المشاريع الأخرى التي تسيدت المشهد في المنطقة. فالمنطقة العربية ظلت لفترة طويلة تحت رحمة مشاريع أجنبية لا تريد الخير بالدول العربية. مشروع إسرائيلي مُقزم للعرب، مشروع إيراني مُقسم للعرب، ومشروع تركي مُهمش للعرب، ومشروع إرهابي مُدمر للعرب. اليوم وبفضل ام بي زي وام بي اس أصبح للمنطقة العربية مشروع تستطيع أن تعمل من خلاله وأن تروج له وهو المشروع الرافض للمشاريع المُقزِمة، والمُقسِمة، والمُهمِشة، والمُدمِرة للعرب. 
 
المشروع العربي الجديد يبني قدرات العرب بنموذج تنموي يحقق الازدهار للمواطن العربي، ونموذج قيادي سياسي يرفض هيمنة وسيطرة الآخرين الذين يكنون العداء لدول وشعوب المنطقة ولمشروعها التنموي. إن المشروع التنموي الذي تسير عليه دولة الإمارات العربية المتحدة يهدف إلى «الاحتفال بتصدير آخر برميل نفط» كما قال ذلك الشيخ محمد بن زايد. والمشروع التنموي الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية يعتمد على إطلاق القدرات البشرية السعودية والسير نحو تنويع مصادر دخلها وفقاً لرؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. هذا المشروع التنموي الذي تقوده الإمارات والسعودية ما كان يمكن أن يتحقق لولا وجود القيادة السياسية الراغبة في تحقيق التغير لصالح التنمية في هذين البلدين. السعودية اليوم هي أكبر اقتصاد عربي والإمارات هي ثاني أكبر اقتصاد عربي، وهما أكثر الاقتصاديات ديناميكية ونمو في المنطقة. وللمحافظة على هذه المكانة لابد من السير بها نحو الأمام. لا ينقص الدول العربية الأخرى من إمكانيات وموارد تؤهلها إلى أن تصبح نموذج متميز في المنطقة سوى القيادة السياسية المُلهمة وصاحبة رؤية ورغبة لتحقيق الأفضل. هذا وللأسف الشديد لا يوجد في الحالة العربية إلا في المنطقة الخليجية، وخاصة في دولة الإمارات والسعودية مع قياداتها الشابة المتمثلة في ام بي زي وام بي اس.
 
لو تنظروا معي لخارطة العالم فإنكم لن تجدوا في المنطقة العربية - وربما في العالم - دولة أفضل موقع جغرافي وموارد طبيعية وقدرة على جذب الأيدي العاملة الماهرة من ليبيا الشقيقة. ليبيا تقع في المنتصف بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وحلقة وصل رائعة بين أوروبا وأفريقيا، وتجاورها دول ذو أيدي عاملة ماهرة وكثيرة. لكن أين ليبيا بالأمس واليوم؟ الكل يعرف ماذا حدث لليبيا بسبب قيادتها السياسية التي لم تضع مشروعاً تنموياً لتحقيق مصلحة البلاد من خلال استثمار تلك الإمكانيات بل وضعت مشروعاً لتحقيق أجندة ومصلحة قيادتها السياسية وللأسف، لذلك لم تنجح ليبيا في خلق مكانة تنموية مرموقة لها، فبدلاً من أن تكون جزءً من المشروع التنموي غدت جزءً من المشروع التدميري وللأسف الشديد. 
 
ام بي زي وام بي اس يحملان مشروعاً لا يمكن لعواصم الثقل السياسي والاقتصادي العالمي إلا أن تقف معه وتدعمه، فهو مشروع يجعل بُلدانهم جزءً من التنمية العالمية من جهة، ومشروعاً قادراً على أن يقف في وجه المشاريع التدميرية الأخرى الموجودة في المنطقة بالدرجة الأساسية. فحق لهاتين الشخصيتين أن ينالا اهتمام العالم ولاسيما واشنطن التي رأت فيهما قيادات عربية قادرة على احداث التغير في المنطقة. لذلك يأتي اهتمام واشنطن بـكل من ام بي زي وام بي اس، حيث أنهما يمثلان عنوان المرحلة القادمة في المنطقة العربية.
 
فلكل شخص تباكى في السابق على غياب مشروع عربي يقف في وجه المشاريع الدخيلة ليس أمامه سوى أن يدعم هذا المشروع العربي الجديد الذي يحمله ام بي زي وام بي اس، إذا كان بكاءه خالصاً على ما آل إليه حال العرب من تراجع تنموي كبير. 

 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره