مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-10-01

انتخابات الإمارات..

بدأ مشهد انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، المقرر عقدها يوم 3 أكتوبر الجاري، رائعاً وجميلاً، لأن حكومتنا الرشيدة اتبعت منذ عام 2006 ـ حيث عقدت أول انتخابات برلمانية في الإمارات ـ سياسة "الخطوة خطوة" أو التدرج في تطبيقها. والوقوف مع كل تفاصيل هذه التجربة الجديدة على مجتمع الإمارات للوصول إلى تجربة تناسبها لسببين اثنيين كما أعتقد. السبب الأول: أنه ليس كل ما يناسب غيرنا من المجتمعات يصلح تطبيقه بحذفيره في دولة الإمارات، ولكن هذا لا يمنع أن نعمل على تطوير الفكرة لتكون مناسبة لنا. أما السبب الثاني، فإن الانتقال الفجائي والسريع لأي تجربة مجتمعية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وقد تتسبب في الكثير من المشاكل والمنغصات، أتكلم هنا عما نلاحظه في المجتمعات العربية الأخرى، وبالتالي فإن هذا التدرج يساعد على الحفاظ على المكتسبات التي حققتها دولة الإمارت خلال العقود الأربعة الماضية، وكذلك تعمل على تعميق التجربة الانتخابية كي تكون عاملا مساعدا في تكملة مسيرة البناء والحفاظ عليها.
 
 
على ضوء التجارب التنموية لدولة الإمارات، فإن قادتها السياسيون على قناعة كاملة بأن البيئة التي تنمو فيها التجاربة التنموية والتي تكون "مبهرة"، لا يعني ذلك بتاتا أنها ستحقق نفس النجاح في كل الزحوال لأن هناك أرضية معينة مثل العادات والثقافة المجتمعية وبالتالي ينبغي أن نطور تلك التجربة لتناسب عاداتنا وثقافتنا. وعلى ضوء المعايير الإماراتية التي باتت معروفة للجميع المسألة ليس لها علاقة برغبات أفراد معينين في المجتمع حتى لو كان "خبراء" في مجالهم لذلك فإن التأن وعدم التسرع تعني أنها تمر بمراحل اختبارها عبر مرور بقنوات مؤسسية وتجارب حية تتم فيها دراسة نقاط القوة لتعميقها ونقاط الضعف لتعديلها، لذا لا ينبغي علينا عدم الاستغراب عندما نجد التجربة الإماراتية مختلفة تماما.
 
 
إن العناية الشديدة التي تلقاها التجربة الانتخابية في الإمارات سواء في مسألة توسعة الهيئات الانتخابية أو في مسألة أو انتخابات الصوت الواحد لكل ناخب إنما هو من أجل ضمان تمثيل المجتمع بشكل يشمل أكبر قدر من شرائح المجتمع في مسألة التمكين السياسي الخطة التي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله عام 2005. ورغم أن "الصوت الواحد" تبدو نظرياً تقييداً للناخب إلا أن في حقيقتها نقطة وثيقة الصلة بالتفكير المستقبلي للعملية الديموقراطية الكاملة وهو الهدف النهائي الذي تسعى الإمارات إلى الوصول إليه على المدى البعيد.   
 
  
لقد علمتنا التجارب السياسية أن الحذر في نقل تجارب الآخرين ينبغي أن يكون موجودا، خاصة وأن قصص الانتخابات في الدول العربية لا تشجع على خوضها، بعدما لعبة المصالح الحزبية والقبلية للمرشحين دورا على حساب الأوطان في العراق ومصر على سبيل المثال. في المقابل، فإن الحكمة الإماراتية في الاستفادة من التجارب الإنسانية كانت (عادة) تتجنب الضرر الناتج منها أو تقلل منها من خلال خلق نهج أو مقاربة خاصة بها، على اعتبار أن التجارب الإنسانية ليست "نمطا" واحدا وإنما في النهاية الفكرة الأساسية وبالتالي فإن تفاصيلها تعتمد على القائمين عليها.
 
 
ظني من خلال ما تسير عليه مؤشرات التجربة الانتخابية وكذلك من خلال التجارب الإماراتية السابقة، أنها تسير نحو نضج يساعد الحكومة الإماراتية على تحقيق أهدافها في خدمة الإنسان الإماراتي وعلى تطوير عملية صنع القرار في الدولة، التي ربما تؤدي في النهاية إلى خلق نموذج يحتذى!!  
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره