مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-05-01

تحكيم العقل وفيروس التضليل

في هذا الوقت الذي تتنامى فيه المخاوف، يمكننا الجزم ان جائحة المعلومات التي نتعرض لها أشد خطرا من فيروس كورونا المستجد، فكم المعلومات التي تستهدفنا لا تخلو من المعلومات المغلوطة التي ينشرها الجاهل والعدو والأخطر من يريد ان يركب الموجة على حساب وعي المجتمع! ففي دراسة حديثة حول كيفية وقف المعلومات الخاطئة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا، أظهرت النتائج أن مواقع الإنترنت تحتوي على الكثير من المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا، وهو ما دفع الخبراء لمطالبة الجمهور بالالتزام، ليس فقط بنظافة الأيدي، بل أيضا بنظافة المعلومات.
 
وركزت هذه الدراسة على سؤال رئيسي هو ما الذي يمكنك فعله لوقف انتشار المعلومات المغلوطة؟ ، ثم قدمت مجموعة توصيات كإجابة على هذا السؤال ، وهي التمهل والتفكير قبل مشاركة أي معلومة مع الآخرين، والتحقق من مصدر المعلومات  والاعتماد على المصادر الموثوقة كهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية ، والتحقق من حقيقة أو زيف المعلومات بالتحقق من الحسابات الرسمية ومواقع الإنترنت المعروفة، وعدم إرسال المعلومات المشكوك في صحتها ، والتحقق من كل رسالة فقد تحوي مزيجاً من النصائح الدقيقة والخاطئة أيضاً، والحذر من نشر الرسائل العاطفية التي قد تنشر مشاعر الخوف أو الغضب أو القلق أو الفرح والتي غالبا ما تنتشر على نطاق واسع.
 
كما أثبتت دراسة نشرت في 2020 ان القلق الذي تنشره مضامين شبكات التواصل الاجتماعي ينتشر بشكل أسرع من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وان انتشار الشائعات حول اصل الفايروس مقترنة بإثارة الخوف والعنصرية من خلال نشر معلومات ترجح وجود “نظرية المؤامرة” خلف انتشار الفايروس مما تسبب بانتشار معلومات خاطئة بالإضافة الى مشاعر الارتباك والخوف، وركزت توصيات الدراسة على ضرورة الحاجة إلى الكشف عن الشائعات العامة والتصورات والمواقف والسلوكيات حول الفيروس وتدابير التحكم والاستجابة لها بسرعة، مع أهمية تسخير ذكاء شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز التعبئة اللازمة للجمهور والمجتمعات المحلية لمتابعة إجراءات الحجر الصحي لتقليل سرعة انتشار المخاوف وتعزيز ثقة الجمهور في تدابير الصحة العامة.
 
وهذا غيض من فيض، فليست المعلومات المغلوطة والسلوكيات المترتبة عليها هي التحدي الوحيد الذي يجب ان يُواجه ويُدار خلال أزمة جائحة كورونا وانما أيضا الحملات المغرضة التي يقوم بها البعض عمدا او عن جهل للتشكيك في اللقاحات وفاعليتها ومعدل أمانها! وهدفها تضليل الرأي العام لأسباب سياسية أو تنافسية مرتبطة بالأرباح الضخمة التي تجنيها الشركات المنتجة للقاحات. فليس من المعقول الانسياق خلف كل تلك المعلومات المضللة وتجاهل الجهود المستمرة والميزانية المرصودة وحجم الانفاق الحكومي في دولنا على الرعاية الصحية وحملات التطعيم لمواجهة تفشي الفيروس!!! ليس من المعقول تجاهل رغبة الجميع دون استثناء على تجاوز الأزمة والوصول لمرحلة التعافي وعودة الحياة الى طبيعتها مرة أخرى! الأمر يتطلب تحكيم العقل وتجريم كل من يحارب جهود حكوماتنا في إدارة أزمة كورونا والتي لا ينكرها الا جاحد!
 
خلاصة القول، ان الواجب والمسؤولية لتخطي أزمة جائحة كورونا لا يقعان فقط على عاتق الحكومات وانما أيضا على عاتق الأفراد، فهي مسؤولية مشتركة تحتم على الأفراد الالتزام بسلوكيات محددة أولها اتباع التعليمات والتوجيهات الارشادية والاحترازية التي تصدر من الحكومة في هذا الشأن، كما يجب على الأفراد أيضا تجنب تناقل الأخبار الغير موثوقة واستقاء الأخبار من المصادر الرسمية الصحيحة حفاظا على الصحة العامة من أجل سلامة الافراد والمجتمع.
 
السطر الأخير ...
« ما زالت المعلومات المضللة...تنتشر على الإنترنت بسرعة أكبر من انتشار فيروس كورونا نفسه « (منظمة الصحة العالمية )
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره