مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-04-05

تصنيـــف إيــــران

مازالت بعض الدول الخليجية تتعامل بدبلوماسية في علاقتها مع إيران، فهي رغم قطع بعضها لعلاقاتها الدبلوماسية معها وتقليل البعض الآخر لتلك العلاقة إلا أنها مازالت لا تعلنها صراحة بأن إيران الحالية هي تهديد وجودي لكيان الدولة في منطقة الخليج العربي. لفترة طويلة من الزمن كنا نقول بأن إيران تمثل لدول الخليج العربي هاجساً وقلقاً ولكنها ليست عدو. 
 
إلا أن هذا التقدير لم يعد اليوم في محلة، وإن كنا نتفهم سعي دول الخليج العربي للعب على وتر التهدئة وأخذ المنحى الدبلوماسي في التعامل مع إيران؛ لكن هذا التفهم لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه في الظروف الحالية التي أصبحت أنياب إيران تخدش أمن المنطقة العربية بما فيها دول الخليج العربي.
 
 
كانت دول الخليج تتعامل مع إيران زمن الشاه كخصم وطرف مُقلق لها، ولكن لم يكن خطره يمثل تهديداً وجودي لدول الخليج لأن إيران الشاه كانت تطلعاتها إستراتيجية فكان التعامل معها سهل في الإطار الاستراتيجي. إلا أن إيران اليوم اختلفت عن إيران الأمس. إيران اليوم محركها الأساسي عقيدتها وأيديولوجيتها الدينية التي تمثل هوية الدولة. 
 
 
 
وفي السياسة نقول أن هويات الدول تلعب دور كبير في تحديد سلوكها الداخلي والخارجي. وإيران تنطلق في سياستها الخارجية تجاه المنطقة الخليجية من المنظور العقائدي. فما تفعله في البحرين وفي اليمن وفي لبنان وفي العراق وفي سوريا كله يندرج تحت بند تقويض الدولة العربية في سبيل تعزيز دور الجماعات الشيعية في المنطقة عبر نشر الطائفية. تصدير الثورة الإيرانية موضوع لم يتم تجاوزه من قبل الدولة الإيرانية وإنما مازال في صلب التفكير العقائدي لها. إيران تريد عبر الضرب على وتر الطائفية الحاق الضرر بالتجانس الاجتماعي والسياسي القائم في الدول الخليجية. إنشاء ميليشيات عسكرية كحزب الله إنما ينافس مبدأ أساسي من مبادئ الدولة ألا وهو ضرورة احتكار الدولة للعنف، إلا أن وجود ميليشيات مسلحة داخل نطاق العديد من الدول العربية هو تقويض واضح لوجود تلك الدول.  
 
 
في هذا الإطار فإن إيران دولة مهددة لوجود الدولة الخليجية لأنها تعمل على تهديد هويتها الوطنية التي تقوم عليها ككيان سياسي. مثل هذا الخطر لا يمكن التعامل معه بالاختباء أو التجاهل وإنما وجب التعامل معه بشكل مباشر كتهديد واضح لوجود الدولة في المنطقة الخليجية. 
 
على الطرف المُهدد أن يعلم بأن الطرف الآخر يدرك تهديده وبالتالي فإنه يتعامل معه بشكل حازم كتهديد لوجوده وليس كاختلاف في وجهات النظر السياسية. لذلك فإن تحرك دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أعطى رسالة واضحة لإيران بأن دول الخليج العربي لن ترضى باستمرار تهديد إيران لوجودها عبر ما تفعله من تدخلات استفزازية في شؤون المنطقة، وإنما ستعمل على مواجهته بالحزم والقوة المناسبة. 
 
 
هذا تطور هام يُكتب للدول الخليجية التي تبنت هذا الخط، وهي تستحق بالفعل الإشادة على ما قامت به لأنها لو لم تفعل ذلك لذهبت الأمور الى مجرى مخالف لأمن واستقرار الدولة الوطنية في منطقة الخليج العربي لصالح مشروع إيراني يعمل على إضعاف وتفكيك الدول الخليجية من أجل فرض هيمنتها وسيطرتها على دول المنطقة. لذلك ربما حان الوقت لدول الخليج العربي أن تُعلنها صراحةً بأن إيران الحالية هي تهديد وجودي لها. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره