مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-05-01

تكليف إنساني رفيع

عندما نُشرت محاضرة: «الأخوة الإنسانية والتسامح.. رسالة الأديان» التي استضافها عن بُعد، مجلس محمد بن زايد، توقفت طويلا عند جميع الرسائل التي توهجت في نصوص المحاضرين القيمين الذين وهبوا عطاء منقطع النظير لجمع كلمة البشرية تحت مظلة التسامح، وأكثر ما استوفني، ولا شك بأنه استوقف الجميع، ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن مسؤولية الجميع تتمثل في تجسيد معاني الأخوة الإنسانية والتسامح لأجل خير البشرية، وإن علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية».
 
هذا التكليف، بمسؤولية مضاعفة، تقع على عاتق كل إنسان يعلم أن الطريق القويم هو في فهم مصدر القوة والتميز التي تجسد معاني التسامح لأجل البشرية والأجيال القادمة، وعليه أن يبلغ الرسالة لمن لا يعلم أو لم يسمع به، إنه تكليف حقيقي لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة التي حثت عليها جميع الديانات والرسالات السماوية، وعلى رأسها التسامح والتعايش والتراحم والأخوة الإنسانية.
 
يتجلى النقاش في المحاضرة القيمة التي شارك فيها الشيخ عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء، رئيس منتدى تعزيز السلم، والدكتور المطران بول هيندر، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، والحاخام الدكتور إيلي عبادي، كبير حاخامات المجلس اليهودي في الإمارات، عندما عُرض مقطع فيديو، يسلط الضوء على مبادرة دولة الإمارات لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتسامح والتعايش بين المجتمعات والثقافات المختلفة، والذي أظهر جوانب من “البيت الإبراهيمي” و”كنيسة ودير صير بني ياس” و”مسجد السيدة مريم”، والذي قال عنه الشيخ بن بيّه إنه لابد من إيجاد نظرة جديدة للعلاقات البشرية، فشبه البشر اليوم مثل ركاب السفينة يحكمهم مصير واحد، وكذلك سكان كوكب الأرض هم في سفينة واحدة، إن لم يتعاونوا على صيانتها فمصيرهم الفناء.
 
من أجمل القصص المؤثرة في المحاضرة ما ذكره الدكتور المطران بول هيندر حين قال “إنه قبل نحو 50 عاماً عندما كنت أدرس في الجامعة، لم يكن يخطر ببالي أن أرى مسيحياً ومسلماً ويهودياً في مكان واحد، يتعاملون ويتعايشون، بتفاهم وسلام دون وجود خلاف وصراع”.
 
الطريق نحو القبول المشترك لكافة الثقافات والأديان، والتعايش والتضامن بين شعوب العالم أجمع ليست سهلة، ولكن علينا جميعا، كتكليف انساني رفيع، أن نحمل هذه الراية ونقبل بمواجهة التحديات للمضي نحو المستقبل لبناء السلام والتنمية دون تميز بين الأعراق والأديان لما فيه خير البشرية جمعاء.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره