مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-04-30

جائحة المعلومات

منذ بدء ظهور فيروس كورونا المستجد في العالم وتطوره لمرحلة الجائحة ووسائل الاعلام المختلفة في سباق مع الزمن لتغطية الأحداث المرتبطة بهذا الفيروس وتقديم ما يمكن تقديمه من معلومات للتعريف به وبالكيفية التي أستطاع من خلالها هذا الفيروس شل الحياة الطبيعية في معظم الدول. 
 
والتأثير على قطاعات مختلفة، بما يشكل مشهدا لأحداث ديناميكية متسارعة مليئة بمعلومات ذات وتيرة صاروخية لا تخلو من الضغوط النفسية لمن يحرص على متابعة كل ما يحدث في عالم أصبح شغله الشاغل (جائحة) تسجل اسمها في التاريخ بأعداد الإصابات والخسائر البشرية وحتى الخسائر الاقتصادية ، جائحة تشكل أزمة تمخضت عنها أزمات عديدة وسؤال ملح ومشترك بيننا جميعنا ... متى تنتهي؟! 
 
وللإجابة على هذا السؤال، لابد من عملية البحث عن المعلومات من مصادرها المختلفة، وهنا نختلف فيما بيننا من حيث نوع المصادر لاستقاء المعلومات اللازمة للإجابة على هذا السؤال وغيره الكثير من الأسئلة التي تشكلت نتيجة معطيات المشهد المتغير... كما لم يحدث من قبل!
 
 الحصول على المعلومات في هذه الفترة هو حق أصيل لكل فرد لمعرفة السياسات والقرارات التي يتم اتخاذها من قبل الدولة لمكافحة انتشار الفيروس، كما ان عملية تداول هذه المعلومات على نطاق واسع تلعب دورا رئيسيا في ضمان الاستجابات الناجحة لمواجهة كوفيد-19، لذا وسائل الاعلام الرسمية أصبحت في تحدي كبير جدا يتعدى القيام بأحد مهامها الروتينية من تقديم أخبار ينتظرها كل فرد في المجتمع! وسائل الاعلام في تحدي حقيقي لتأدية مهمة عاجلة لا تحتمل التأخير وسط كل المعلومات التي نتلاقها وهي التوعية لاحتواء انتشار الفيروس! هذا التحدي الذي يجب ان يأخذ بعين الاعتبار جبهات مفتوحة تعيق وتؤخر تحقيق هذه المهمة بنجاح كبير / ومنها الخصائص الديمغرافية لفئات المجتمع المختلفة، لغاتهم، مدى تعرضهم لوسائل الاعلام الرسمية، والجبهة الأهم – من وجهة نظري- المعلومات التي يتم تداولها عبر شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي والتي تعتبر للأغلبية -حسب الدراسات- المصادر الرئيسية للحصول على المعلومات!، الجبهات المفتوحة لم تنتهي، فالتزام أفراد المجتمع بالبقاء في المنزل والتقيد بالإرشادات التوعوية كالتباعد الاجتماعي هي جبهة تسعى كل مؤسسات المجتمع الى غلقها وليس فقط المؤسسات الاعلامية! ونأمل ان تساعد الأرقام المعلنة في الأسابيع الماضية لأعداد الإصابات في دول الخليج العربي الى لفت انتباه الافراد والمؤسسات على حد سواء بما يدفعهم للقيام بمسؤوليتهم الاجتماعية والعمل على مساعدة من هم في الصفوف الأولى على غلق هذه الجبهة!
 
في هذا الوقت الذي تتنامى فيه المخاوف، يمكننا الجزم ان جائحة المعلومات التي نتعرض لها أشد خطرا من فيروس كورونا المستجد، فكم المعلومات التي تستهدفنا لا تخلو من المعلومات المغلوطة التي ينشرها الجاهل والعدو والأخطر من يريد ان يركب الموجة على حساب وعي المجتمع! وقد قامت حكوماتنا الرشيدة- بشكل واضح بجهود مقدرة ومثمنة من مواطنيها -على مجابهة الاشاعات وكل من تسول له نفسه على نشر المعلومات الخاطئة التي من شأنها اثارة الذعر والهلع من خلال الإدارات المعنية التي لم تدخر جهدا في متابعة ورصد ما يتم تداوله والعمل على تكذيب المغلوط منها ودحض الشائعات.  
 
خلاصة القول، ان التحدي الذي تواجهه الدول الآن يتعدى مواجهة الجائحة، فالتحدي الحقيقي هو تكوين الوعي والمحافظة عليه بالتركيز على حماية المعلومات والحقائق من أي خبر مضلل يحظى بالمتابعة ويبطل أهميتها! 
 
السطر الأخير ...
« تنتشر المعلومات الخاطئة أو غير الموثوقة بكثافة حول العالم لدرجة دفعت ببعض المحللين إلى إطلاق اسم (آفة المعلومات المغلوطة Disinfodemic) على الكم الهائل من التضليل الذي رافق جائحة كوفيد-19 من بداية الأزمة” منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونيسكو
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره