مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-03-01

حال الديمقراطية في العالم العربي

يمكن القول بأن هناك موجه جديدة تحدث للديمقراطية في العالم مركزها المنطقة العربية لاسيما مع ما سمي بـ "الربيع العربي"؛ فكل من تونس وليبيا ومصر إستطاعت أن تقضي على الحكم الإستبدادي القائم فيها والتحول نحو إدخال الممارسة الديمقراطية.
 
وحسب مؤشرات كل من مؤسسة Freedom House و The Economist Intelligence Unit التي تقيس الديمقراطية في العالم فإن هذه الدول شهدت تطوراً واضحاً، حيث أنها تمكنت من دخول خانة الدول الشبه حرة والتي تتمتع بدرجة متقدمة من الممارسة  الديمقراطية حسب وصف Freedom House بعد أن كانت دول غير حرة، وأنها أصبحت من الأنظمة الهجينة ديمقراطياً (Hybrid Democracy) أي أن تجمع بين مبادئ الديمقراطية وبين بعض الممارسات الغير ديمقراطية حسب وصف The Economist Intelligence Unit بعد أن كانت تصنف ضمن خانة الدول الإستبدادية.
 
إلا أن غياب الثقافة الديمقراطية ودخول التيارات الإقصائية لاسيما الدينية منها على خط الممارسة الديمقراطية الجديدة جعل عملية التحول الديمقراطي ليست بالعملية اليسيرة في مثل تلك الدول. وهذا الأمر متوقع أن يحدث ومن المفترض أن يكون كذلك، فالتحول الديمقراطي لا يتوقع أن يأتي بثماره لمجرد إجراء إنتخابات وإن كانت حرة ونزيهة. وهذا ما حدث في مصر حيث أن العملية الديمقراطية التي أتت بأول رئيس مدني في مصر في عام 2012 تم الإطاحة بها بثورة شعبية جديدة مدعومة من قبل المؤسسة العسكرية في يوليو 2013.
 
وعليه يمكن الحديث عن أن إشكالية الديمقراطية في العالم العربي في الوقت الراهن تتمثل في التالي:
غياب الثقافة السياسية الديمقراطية التي يمكن أن تعترف بانتصار الرأي الغالب، فالكل يعتقد أنه مساهم في إنجاح الإطاحة بالنظام الإستبدادي وبالتالي لابد أن يكون مشاركاً في الحكم وإلا سيحمل السلاح أو سيخرج للشارع. فالدول العربية لم تحكم في أية فترة من فترات تاريخها السياسي بحكم يمارس مبادئ الديمقراطية الغربية التي تحاول الثورات الحالية توجيه البلاد نحوها، فالخبرة التي يمكن أن تجسد الثقافة السياسية الديمقراطية الغربية مفقودة في المنطقة العربية.
 
• غياب الوعي السياسي بأهمية العمل المشترك لإنجاح المرحلة الأولى من مراحل الأنتقال للديمقراطية وذلك من خلال سعي الطرف المنتصر لفرض أجندته على الأطراف الأخرى ورفض التعامل معهم إلا وفقاً لشروطه.
 
• التدخلات الخارجية لضمان عدم نجاح العملية الديمقراطية، حيث شاهدنا ذلك في العراق مع التدخل الإيراني، وكذلك في لبنان مع التدخل السوري، ونشاهده اليوم يحدث في سوريا ومصر وليبيا واليمن.
 
• الإعتقاد السائد بأن الديمقراطية هي الحل السحري للمشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يعاني منها الأفراد وهي مشكلة كبيرة وفيها إجحاف بحق الديمقراطية التي لا يمكن أن تقدم حلول سحرية بين يوم وليلة.
 
• غياب المجتمع المدني المتطور في الدول العربية، والذي من المفترض أن يلعب دوراً أساسياً في تحقيق التوازن داخل مجتمعات الدول المتحولة للديمقراطية.
 
كل هذه العناصر تجسد إشكاليات لحال الديمقراطية في العالم العربي في الوقت الحالي، والتي يجب أن تُضع أمام الأعين في دراسة حال الديمقراطية في العالم العربي .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره