مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

حوار استراتيجي..

أوضح سعادة الدكتور جمال سند السويدي؛ مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية؛ سبباً مهماً لفشل تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي "الدين السياسي"؛ كما جاء في حواره مع مجلة "درع الوطن". فقد ذكر أن هذه التيارات لا تملك أي برنامج سياسي أو اقتصادي يمكن أن ينتفع به المواطن العربي أو الخليجي، وبالتالي، فمآلها إلى الزوال. منطقياً فإن كل ما قامت به الشعوب من ثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا والآن في سوريا كان من أجل النهوض السياسي والاقتصادي؛ لأنها مرتبطة بكرامة الإنسان وحريته.
 
 المشروع الوحيد الذي يجيده "الإخوان" هو استغلال الدين لأهداف سياسية خاصة؛ وكما يقول السويدي هو محاولة "إعادة دولة الخلافة" التي انهارت في العشرينات من القرن التاسع عشر (1924). 
 
حقيقة؛ هذا المشروع يدين أصحابه أكثر مما يخدمهم؛ لأن الإنسان العربي والمسلم استنزف بالمشروعات السياسية الكبيرة مثل دولة الخلافة والدولة القومية. وهو الآن يتحدث عن "الدولة الوطنية"، فهي المشروع الحقيقي لنهضة الأمم، والتجربة الأوروبية تؤكد ذلك لكونه المشروع القابل للحياة والاستمرارية.
 
أعتقد أن الحجة التي استخدمها الدكتور جمال السويدي؛ كانت قوية ويتعذر لأي أحد أن يرد عليها من منطلقين اثنين: المنطلق الأول؛ أنه استند إلى التجربة الإماراتية باعتبارها تقدم خدمات للإنسان الإماراتي تفوق ما تقدمها الدول صاحبة الديمقراطية العريقة مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا؛ وبالتالي فإن أي مشروع سياسي لا يقوم بالتفكير من أجل الإنسان ينبغي ألا نجهد تفكيرنا فيه. أما المنطلق الثاني: وهو مرتبط بالأول؛ فهو أن التغيرات التي حدثت في الدول العربية هدفها كرامة الإنسان والعيش بحرية وعدالة اجتماعية، وبالتالي يكون الحديث عن الشعارات السياسية باستخدام الدين مسألة مصيرها الفشل، وهذا ما يؤكده الواقع السياسي العربي.
 
 بلا شك؛ إن التقييم الذي قدمه السويدي يبرهن على منطقية التحليل، ويدل على متابعة ما يتم على الأرض، وفهم عميق لطريقة تفكير الإنسان العادي؛ لأن الاصطدام بالمجتمع على النحو الذي تورطت فيه تيارات الإسلام السياسي، سواء في الخليج أو في الدول العربية الأخرى مثل مصر يكون مصيرها الفشل.
 
بصورة عامة، هناك اتفاق بين الإعلاميين على أن إجراء حوار صحفي مع شخصية بفكر الدكتور جمال سند السويدي يتيح للصحفي أن يحظى بمتعة الحوار مع الفائدة العلمية. فهو؛ شخصية تتمتع بسعة الاطلاع على المتغيرات الدولية والإقليمية بفضل مركزه العلمي؛ فهو مفكر وباحث في الشؤون الاستراتيجية؛ صدر له مؤخراً كتاب بعنوان "آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد". كما أن تحليلاته للقضايا السياسية تثير كثيراً من فضول المراقبين لمعرفة المزيد حولها؛ فهو يقدم تفاصيل دقيقة لقضايا تجدمن الصعب فهمها بسهولة؛ مثل التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية خاصة في البحرين. 
 
ربما هناك العديد من الأسباب التي تدفع المراقبين إلى الاهتمام بتصريحات الدكتور جمال السويدي؛ أحدها قربه من دائرة صنع القرار في دولة الإمارات، ما يعني أن ما يتحدث به يمثل رؤية استراتيجية في القضايا التي تهم الإمارات، وبالتالي يمكن أن يُستشف من كلامه التقييم الأقرب إلى الواقع. وفي الحوار الذي تحمله المجلة كانت إجابات سعادته حافلة بالعديد من الإشارات الصريحة والضمنية التي تحلل الواقع الاستراتيجي للمنطقة. 
 
هذا بالطبع ليس غريباً عنه، فقد عودنا على الشفافية والوضوح في الإجابة، وهذا دليل على احترام عقلية القارئ. ونحن كمراقبين نحتاج أحياناً إلى تصريحات تقيّم الوضع بحيث تساعدنا على أن نبني عليها ما نكتبه، وفي هذه الزاوية أجد أنه لخص رؤيته لمستقبل تيارات الإسلام السياسي بأنها قد فشلت بعدما أتيحت لها الفرصة كي تخدم الشعوب عندما قدمت مصلحة "الجماعة" على الوطن!!.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره