مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-11-30

حين يكون اتحادنا نموذجاً يحتذى به

ها هي الذكرى الثالث والأربعون لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ثلاثة وأربعون عاماً انقضت ولا تزال هذه التجربة نموذجاً ومثالاً يحتذى به بل ومحط تمحيص ودراسة لمن يسعى للبحث عن نماذج ناجحة في العالم. ولقد قال لي أحد الأكاديميين في المغرب الشقيق أن نموذج اتحاد الإمارات يعد من النماذج التي تدرس في كليات العلوم السياسية في تلك الجامعات بوصفه نموذجاً ومعيار للتجارب الناجحة.
 
هذا الأمر بدوره يدفع باتجاه ضرورة دراسة تلك العوامل التي ساهمت في وصول هذا الاتحاد إلى ما هو عليه. ولعل أهم تلك العوامل هو المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والذي كان لديه إيمان راسخ بالفكر الوحدوي واعتباره طوق النجاة في ظل عالم مليء بالاضطرابات، فـ"الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك" كما يقول طيب الله ثراه. 
 
كما كان لقناعة ودعم المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دورها في ظهور نواة ذلك الاتحاد بين إمارة أبوظبي ودبي و دافع ومحفز قوي باتجاه انضمام بقية الإمارات الأخرى لهذا الاتحاد. وبالتالي  صار هذا الاتحاد كما يقول طيب الله ثراه "حقيقة رائعة جمعت شمل الأخوة في بيت واحد اسمه الإمارات".
 
يأتي رابط الدين والتاريخ والثقافة والعادات والتقاليد المشتركة لشعب هذه الأرض، بدوره ليساهم في تحفيز بقية شيوخ الإمارات لإدراك ضرورة المضي قدماً في هذا الاتحاد الذي سيعود بالنفع لهذا الشعب وأرضه. 
ولما كانت شرعية السلطة لشيوخنا الكرام مستقاة من طبيعة العلاقة الفريدة بين الشعب والحاكم، فإن هذا الأمر قد ساهم كثيراً في سرعة انجاز هذا الاتحاد واستمراريته.
 
كما لعب اختيار النظام الفيدرالي والذي جاء متوافقاً مع الحالة الإماراتية وخصوصيتها دوره أيضاً في قوة الاتحاد وديمومته. فجاء النظام الفيدرالي مكملاً للاتحاد بحيث لا تأتي القوانين المحلية متعارضة مع قانون الدولة وهو ما خلق معه حالة من تغليب مصلحة الشعب الإماراتي واتحاد دولته على ما سواها من مصالح.
 
ولعل الاهتمام بالمواطن ووضعه على أولوية أهداف الدولة وخططها قد أضاف قيمة مهمة لهذا الاتحاد الذي وجد من شعب الإمارات عمق وحامياً له. حيث تجلت المعان الحقيقية للانتماء والولاء المطلق للشعب الإماراتي لهذا الوطن وقيادته الأمر الذي خلق معه حالة من التلاحم بل والانصهار بين الشعب وقيادته. يقول المغفور له بإذن الله الشيخ زايد "إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق".
 
ويبقى العامل الرئيس والمهم لقوة هذا الاتحاد هو السير بثبات وفق النهج المدروس الذي بُني عليه هذا الاتحاد وما كان يتطلع لتحقيقه مؤسس هذه الدولة وباني اتحادها الشيخ زايد طيب الله ثراه، الذي أصبح في حد ذاته من أهم العوامل التي تساهم في استمرارية هذا الاتحاد فزايد هو الوطن وهو الاتحاد وروحه. زايد الذي تحول حبه في قلوبنا إلى أن يصبح في حد ذاته هُوية يمتاز بها الشعب الإماراتي دون سواهم فنحن "عيال زايد" الذين يستظلون بقيادة تسير على خطى زايد وهو ما أكده سيدي سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ونائبه سيدي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشيوخ الإمارات الكرام. 
 
ونبقى جميعاً كما قال سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحت سقف الـ"بيت المتوحد".
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره