مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-06-01

رضا المواطنات لأم الإمارات

لم يكن مفاجئاً أن تحصد دولة الإمارات العربية المتحدة المركز السابع عشر دولياً في أول مسح من نوعه، أجرته المنظمة الدولية على مستوى دول العالم، لقياس مدى الرضا والسعادة المحرزة جراء تحسن الخدمات الإجتماعية وصولاً للرفاهية الإجتماعية.
 
إن حصولنا على هذه المراكز المتقدمة لم يحدث نتيجة لتحيز أو محاباة، لأن الأمم المتحدة لا تنحاز لأي دولة، وقد درجت على تكليف إحدى وكالاتها المتخصصة لإجراء المسوح والأبحات المعمقة، حول مئات القضايا المحورية، وأذكر في مقالة سابقة سبق أن أشرنا إلى التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات، إذ قفزت من المركز49 لتحتل المرتبة 33 من بين دول العالم، كما جاء في تقرير التنمية البشرية لعام 2011، الصادر من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ولم يكن مفاجئاً لنا نحن المواطنات أن تتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة المركز السابع عشر في أول مسح دولي، أجرته المنظمة الدولية حول مؤشر السعادة والرضا بين شعوب العالم، وكذلك لم يكن مفاجئاً لنا نحن سيدات الإمارات أن تحرز دولتنا الناشئة هذا الموقع المتقدم، متجاوزة دولاً أخرى في القارات الخمس، والذين تابعوا مسيرة نهضة دولتنا التي أرسى دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما، يدركون حجم الجهد الذي بذلته القيادة الرشيدة للارتقاء بمجتمع الإمارات، وكيف أمكن تحويل أرض يباب قاحلة إلى واحة خضراء، تغرد في أفيائها طيور الكناري، وينبعث من حدائقها عبق الرياحين، بل كيف أمكن النهوض بالرجل والمرأة والطفل، وكيف تحولت الأسرة الإماراتية بأكملها إلى أسرة منتمية إلى مجتمع التنمية المستدامة، والمعلوم أن الأمم المتحدة تجري مئات الأبحاث التي تهم الجنس البشري، وعادة يتم تكليف أساتذة جامعات وخبراء دوليين للقيام بهذه الدراسات، التي تتبع فيها منهجية علمية مدعومة بإحصاءات موثوق بها، يتولى جمعها فريق عمل مكلف، غالباً ما يتبع لمركز الأمم المتحدة للبحوث الإجتماعية، وقد جاءت نتائج هذا المسح نتيجة لهذه الجهود.  أعود لأقول أن الشعور بالرضا والسعادة حالة نسبية كما يرى علماء النفس، ولذا من العسير الجزم بمدى ومستوى سعادة مجتمع بأكمله، نظير إشباع حاجات أفراده المادية والمعنوية، ولكن مؤشرات قياس السعادة والرضا تعتمد على درجة الرفاهية الإجتماعية التي إنتهت إليها حالة المجتمع نظير جهود الدولة في إنجاز مشروعات التنمية الإجتماعية والإقتصادية، ومن هذا المنطلق وإستناداً للتقارير المنشورة، فإن دولة الإمارات إستطاعت بفضل جهود ومتابعة القيادة الرشيدة، تحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي الذي ترافقت معه درجات متقدمة في مستويات الخدمات الاجتماعية، خصوصاً في ميادين الصحة والتعليم والبيئة، لذا ليس بمستغرب أن ينسجم ما تحقق من تنمية مستدامة في بلادنا في أربعة عقود، مع مؤشرات المسح الذي صدر مؤخراً. ويكفي القول أن الناتج المحلي الإجمالي للدولة تجاوز دول النمور الآسيوية، كما أن دخل الفرد في الإمارات بقي في صدارة دول المقدمة، وأن قطاع البنية التحتية إحتل نفس الموقع، شأنه شأن قطاع الخدمات اللوجستية، ويسير في ذات الإتجاه قطاع الخدمات العامة كالصحة والتعليم. ومن جهة أخرى نجد أن المرأة الإماراتية، وهي تشكل نصف المجتمع إرتقت وصعدت أعلى مراحل السلم، وتقلدت أعلى المناصب وصارت عضوة منتخبة في الهيئة التشريعية، كما تبوأت رتباً قيادية في الأجهزة التنفيذية والنظامية وقطاع الصحة والتعليم، وهنالك مئات من بنات الإمارات المبتعثات للدراسات الجامعية والعليا في شتى بلاد العالم، وأكثرها تقدماً، حيث تنفق الدولة الملايين لتعليمهن وإعاشتهن ورعايتهن، ولازلت أذكر الحفاوة التي إستقبلتنا بها " أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة إبان زيارتها الأخيرة للقاهرة، (بداية ترأسها لمنظمة المرأة العربية) والتي كانت فيها حريصة كل الحرص على لقاء بناتها الدارسات بكافة محافظات جمهورية مصر العربية اللائي توافدن لرؤيتها، وعندئذ صافحت كل المبتعثات وطالبات الدراسات العليا، وقد حظيت بشرف الجلوس بمعيتها وتبادل الحديث مع سموها، وذلك بحضور الأخوات الفاضلات معالي مريم محمد خلفان الرومي – وزيرة الشئون الإجتماعية، والدكتورة فاطمة العامري – الملحق الثقافي لسفارة دولة الإمارات بجمهورية مصر العربية، وذلك تحديداً في شهر أبريل من عام 2007 بمقر إقامتها في قصر القبة ولم نبارح القصر إلا بعد أن ودعتنا وداع الأم الحنون على بناتها، وزودتنا بتوجيهاتها ونصائحها التي مازلنا نذكرها، ووجهتنا إلى إستمرار التواصل معها.  هذه السيدة المفخرة التي أعلت شأن المرأة الإماراتية وصعدت بها ومعها كل درجات التطور، بعزيمة وإرادة ومبادرات لم تتوقف على مدى أربعة عقود. ومن هذا المنطلق واجب علينا أن نهدي براءة مؤشر السعادة والرضا إلى "أم الإمارات" وذلك تقديراً وإكراماً وعرفاناً لأياديها البيضاء، ولمواقفها الثابتة وانحيازها التام لقضايا المرأة والأسرة و الطفل،"فالفضل ما جادت به طيب المآثر".
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره