مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-03-01

رفسنجاني وانتقاد الانتخابات

بينما تستعد ايران لإجراء انتخابات البرلمان الايراني ومجلس الخبراء في نهاية شهر فبراير الحالي، تعود الجدلية من جديد وذلك اللغط الذي يصاحب أي انتخابات فيها. إنها القبضة الحديدية لمجلس صيانة الدستور والمتمثلة في صلاحياته في رفض أو قبول المترشحين للانتخابات. 
 
لم يكن لهذه الانتخابات المرتقبة أن تأتي على خلاف سابقاتها، حيث عاد مجلس صيانة الدستور ليمارس تلك الصلاحية ومن بين حوالي 12 ألف مترشح تقدموا للانتخابات تم قبول أكثر من 90% منهم من قبل وزارة الداخلية، ولكن جاء دور مجلس صيانة الدستور لاحقاً ليرفض صلاحية أكثر من 55% من أولئك. حيث لم يتبق للإصلاحين من مرشحيهم الـ3000 سوى 30 مترشح فقط لمجلس يضم في عضويته 290 مترشح، وتبقى لهم أربعة مترشحين في دائرة طهران التي تضم 30 مقعد في البرلمان الايراني، ليعود مجلس صيانة الدستور لاحقاً ويقبل صلاحية 1500 مترشح من أصل 5500 مترشح اعترضوا على رفض صلاحيتهم.  
 
هذا الأمر عاد من جديد ليدفع برفسنجاني الى المنابر الإعلامية وإبداء اعتراضه على ذلك. وفي الواقع أنه لم يكن من ضمن الذين رُفضت صلاحياتهم، غير أن هناك عدد من المقربين له ومنهم حسن الخميني حفيد قائد ثورة عام 1979م لم يتمكن من الحصول على تأييد مجلس صيانة الدستور.
 
فما الذي حدث؟
فتح رفسنجاني النار بطريقة مبطنة باتجاه المرشد علي خامنئي وعدد من المسؤولين في ايران باعتبار أنهم ساروا على خلاف نهج الخميني ولم يعتبروا لفضل الخميني عليهم الذي لولاه كما قال رفسنجاني لما وصولوا لماهم عليه من مناصب، وبرفضهم لصلاحية حسن الخميني يقومون برد الهدية التي وهبا لهم الخميني بطريقة غير سليمة. 
 
ينتقل بعدها رفسنجاني ليوجه انتقاد مباشر لؤلئك المسئوليين مخاطب إياهم بالقول:  من الذي أعطاكم الأهلية؟ من أعطاكم حق إصدار الحكم؟ أي شخص منحكم حق إمامة صلاة الجامعة واعتلاء المنبر والظهور في الإذاعة والتلفزيون؟
إن المتتبع للشأن الإيراني يدرك أن جميع المناصب التي تحدث عنها رفسنجاني تعود بشكل مباشر في تعيين القائمين عليها من المرشد الايراني علي خامنئي. هذا الأمر أفضى بدوره لأن يتصدر مجموعة من الأصوليين للرد على رفسنجاني. حيث أعلن خطيبة الجمعة المؤقت في طهران أن كل من محمد يزدي رئيس مجلس الخبراء، وكذلك أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور قد نالا مكانتهما من قبل المرشد الايراني شخصياً وكذلك البقية. بمعنى أنه حتى رفسنجاني الذي يشغل منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، نال منصبه من قبل المرشد الايراني.
 
ويتبقى السؤال هنا، ما هي تلك المساحة التي يمكن القول أن رفسنجاني قادراً على أن يؤثر فيها؟
الماضي القريب يعطي دلالة واضحة أن رفسنجاني لم يعد بتلك القوة التي من شأنها التأثير على المشهد السياسي بطريقة مؤثرة في إبراز نفسه ووصوله من جديد الى رئاسة مجلس الخبراء على سبيل المثال. ولعل ذلك يبدو أنه واضحاً لدى رفسنجاني، حيث أن رفض صلاحيته في الانتخابات الرئاسية ومن ثم خسارته أمام مهني كني رئاسة مجلس الخبراء، تعطي مؤشر أن النظام الايراني بات لا يطيق رؤيته في مثل هذه المناصب المهمة. هذا الأمر لعله يدفع برفسنجاني الى اتخاذ أساليب مغايرة ومنها الدفع بمقربين له للوصول الى ما يمكن أن يطلق عليه تحقيق موازنة في القوى داخل هذا النظام ولكنه أمر مستبعد. فبعد كل ذلك الانتقاد من قبل رفسنجاني للنظام يعود ليقول ولنا في هذه الجملة الكثير لنتأمله، يقول: لا أملك قدرة الضغط لإعادة النظر في مسألة تأييد الأهلية فلا سلطان لي في هذه الإشكالية.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره