مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-04-01

سمعة الإمارات العسكرية

شهادات القادة العسكريون في العالم وبعضها في الدوائر الرقابية لبلدانهم، تجمع على أن استراتيجية دولة الإمارات في مكافحة التطرف والإرهاب تؤكد مصداقية حكومة هذه الدولة في دعم التوجه العالمي نحو تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، فمشاركاتها التي تمت ضمن التحالفات الدولية والعربية سواء في محاربة تنظيم «داعش» أو تنظيم القاعدة في أفغانستان والعراق واليمن يجعلها شريكاً ذو قيمة مضافة، حسب وصف أحد هؤلاء القادة، آخر تلك الشهادات كانت لقائد القيادة المركزية الامريكية في منطقة ا لشرق الأوسط وشمال أفريقيا الجنرال جوزيف فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي.
 
ففي عالم يعاني من تردد دول ومن «ارتعاش» بعض السياسيين في اتخاذ مواقف سياسية وعسكرية صريحة تجاه تنظيمات إرهابية يتفق الجميع بخطورتها على استقرار المجتمعات والدول نتيجة لتفوق استعداداتها العسكرية قدرة بعض الدول ولديها الاستطاعة في إثارة الفوضى في المجتمعات المستقرة يكون من المستحيل أن تأتي شهادة لسمعة دولة من فراغ أو أنها مجاملة دبلوماسية، بل هي نتيجة ثبات موقفها ومصداقيتها في التعاون مع المجتمع الدولي في القضاء على ما يهدد أمنه واستقراره، فالكل يعاني من المواجهة الصريحة لهذه الآفة.
 
إن دور دولة الإمارات في مواجهة الإرهاب والتطرف تنامى بشكل كبير خلال الفترة الماضية (تحديداً بعد ما كان يسمى بالربيع العربي) متعدياً الإجراءات العسكرية والأمنية باعتبار أن تأثيرها وقتي أو أنه يعالج مسألة محددة إلى المبادرة في تغيير الفكر المتطرف بشكل عام سواء بالتشريعات أو من خلال تعديل المناهج الدراسية بما يتوافق وفكر التسامح وقبول الآخر من خلال الممارسات اليومية في الشارع الإماراتي والعربي، لذا يكون (ببساطة) من يستحيل أن تأتي تلك الإشادة للقائد الأمريكي أو ما يطرح في بيوت الخبرة الغربية عن دور دولة الإمارات بعيداً عن مقومات حقيقية لاحظها المسئول الأمريكي وغيره من المراقبين من القوات الإماراتية ومن الإماراتيين أيضاً على أرض الواقع، لأن «البراغماتية» والواقعية في مثل هذه الشهادات هي المعيار الوحيد خاصة وأن المسؤول الأمريكي هذا قدم في شهادته الأخيرة أدلة تثبت اختيار الإمارات لأن تكون شريكة في مكافحة التطرف والإرهاب مثل: الموقع الاستراتيجي، ربما كونها في المنطقة الجغرافية التي تنتشر مثل هذه الأفكار وبالتالي توفر القرب الجيوسياسي، وكذلك وطموحها لأن تكون في واجهة الابتكار عموما كون ذلك دليل على الاهتمام بالعلم والمعرفة الذي هو «عدو» أصحاب الفكر المتطرف أو كما يعرفون إعلاميا «طيور الظلام» والابتكار العسكري بوجه خاص على أساس منبع كل ابتكار يخدم المجتمعات في الجوانب السلمية.
 
الإمارات هي الآن واحدة من الدول العربية وربما الوحيدة في إقليم الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر خبرة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين لهذا تصنفها المحافل الدولية بأنها تقدم المساندة والتعاون والعمل الجاد والفعلي لتعهدات دولية وإنسانية، سواء من خلال قيادتها السياسية صاحبة الرؤية الاستراتيجية أو مسؤوليها العسكريين والمدنيين المنفذين لتلك الرؤية. بحيث لا يكفي أن تكون عضواً في تحالف استراتيجي ما لمواجهة أي خطر أو تهديد فقط وإلا ستكون «حليف نائم»، فهذا يحدث مع الكثيرين، فما يحدث الفارق حقيقة هو حجم المشاركة ونوعيتها، خاصة في الظروف الدولية الحالية، إذ لا بد أن تكون عنصراً مؤثراً وشفافاً ولا تتلون أو تلعب على التناقضات كي يشعر بك الآخرون ويحترموك لأن المصداقية والثقة هي تراكم خبرات والإمارات خطها ونهجها واضحين منذ تأسيسها في عام 1971. 
 
إن سمعة دولة الإمارات في مراكز صنع القرار العالمي هو انعكاس للوزن الاستراتيجي الإقليمي والدولي لها في هذه المنطقة، ولقوة تأثير الإمارات في الملفات الحساسة في المنطقة والعالم. والرائع في الأمر أنه بجانب المصداقية الإماراتية، فإن الدولة تمتلك علاقات جيدة مع كافة دول العالم ولها حضورا فيها، وهو ما ييسر العمل المشترك لمواجهة التحديات ولتقارب طرق المعالجة. 
 
أؤكد بما يردده السياسيون في الغرب وباقي دول العالم عن استعداد دولة الإمارات لمواجهة المنظمات الإرهابية ورغبتها الحقيقية كونها دولة صاحبة رسالة إنسانية فهي بجانب العمل العسكري سواء في اليمن أو العراق أو أفغانستان يكون الجانب الإنساني عملية «إعادة الأمل» من خلال التعمير وبناء الإنسان، ولأن القضاء على هذه الآفة المدمرة لكل مظاهر الحياة ضروري لأي تجربة تنموية بقدر ضرورته للتعايش الإنساني على أساس أن الحضارة والتعلم سلاح ضد أصحاب الفكر الجامد والمتطرف. يتحدث السياسيون الغربيون أيضاً عن طموح الإمارات إلى أن تكون في واجهة الدول المبتكرة في مختلف المجالات، بما في ذلك الابتكار العسكري، وهو ما يوضح مدى عمق الرؤية السياسية الذي تتمتع به قيادة هذه الدولة في التفكير لمستقبل الإمارات والعرب أيضاً، انطلاقاً من عوامل عدة، أهمها أن الشرق عموما هي منبع الإرهاب والتطرف والتخلف إلا أن ما تفعله الإمارات والذي يفوق الدول الغربية في أحيان كثيرة يؤكد بأن المسألة ليست وقتية وإنما استراتيجية وبعيدة النظر. !!
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره