مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-08-06

صك سلطة الإخوان 11

ليس لدى أردوغان القدرة على المواجهة العسكرية المباشرة مع الجيش الوطني الليبي والجيش المصري والدعم العربي الذي يقف خلفهما في حال قرر الإستمرار في التصعيد، وتجاهل الصراخ الداخلي التركي الذي بدأت تتكشف له تخبط أردوغان وجر تركيا إلى مصير مجهول.
 
بداية الحكاية ليست مطامع أردوغان في استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة، وليست أيضا في محاولاته الفاشلة السيطرة على منابع النفط الليبي فقط، بل إن حكاية التدخل التركي لصالح إخوان الوفاق وميليشياتهم ومرتزقتهم يعود إلى حلم عابث، حين تكشفت تسريبات عن الوثيقة 11 لإدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، والتي قدمت للإخوان حينها وعودا بإصدار «صك السلطة» للسيطرة على تونس، وليبيا، واليمن وسوريا، ومصر.
 
الخطة الأمريكية لتقديم المساعدة للإخوان، كانت دراسة قديمة لم يفلح المسوقون بتقديمها خلال حكم الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الإبن، ولكنهم ومنذ العام 2007، بدأوا العمل مع الديموقراطيين على أمل الفوز بالإنتخابات 2009، فجاءت الأزمة المالية العالمية لتفتح لهم الطريق، حيث بدأ صعود قوى إستثنائية في الخليج العربي، تحدّت الأزمة واستطاعت السيطرة على آثارها وحفظ الصناديق السيادية، وسحب البساط من الإدارة الأمريكية من التحكم في الشرق الأوسط، ما دعا الرئيس أوباما إلى الإقتناع بضرورة تكثيف العمل على إيجاد سلطة بديلة تتقبل القيادة والإنصياع.
 
قدم الإخوان لإدارة أوباما آنذاك، وحسب التسريبات التي نشرت في صحف عالمية، مشروعها البديل، بالإستيلاء على السلطة في تونس ومصر أولا، والتوسع نحو سوريا واليمن وليبيا لاحقا، وجرى تمرير المشروع بدعم من كل من الدوحة وانقرة، فبدا حلم أردوغان، الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء تركيا آنذاك، يهوي ويتساقط على وقع تدخل الجيش المصري لإنقاذ مصر من براثن الإخوان، والذي دفعه بعد تعيينه رئيسا لتركيا وزعيما للإخوان المسلمين، ان يعيد تجديد الحلم الذي استولى عليه، فاحتل شمال سوريا وجعل منها مصنعا للإرهابيين، ثم بدأ بنقلهم إلى ليبيا، آملا في الهيمنة الإقليمية ولقي تجاوبا من حكومة الوفاق في طرابلس، مصر والسعودية والإمارات ودول عربية أخرى عقدت العزم، على دفع الشرور والنوايا التركية بحنكة سياسية وديبلوماسية، ولكن ومع إستمرار الرئيس التركي بنقل المرتزقة والإرهابيين، والتصعيد لشن حرب على ليبيا، بدا أن الدور العربي المترابط بات أكثر تركيزا وكثافة لإجبار تركيا على التراجع، قبل أن تقع حربا يدفع ثمنها الأبرياء.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره