مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2017-04-02

صندوق الوطن..نماذج وطنية مشرفة، وفي انتظار البقية!

الامارات زاخرة بنماذج وفية ومخلصة من التجار، ورجال المال والاعمال، الذين يتحلون بحس المسؤولية الوطنية، ويبذلون جهوداً جبارة في سبيل تنمية المجتمع، ويقفون صفاً واحدا لدعم جهود الدولة في الاهتمام بالانسان الاماراتي وتوفير كافة التسهيلات له لحياة راقية مناسبة..

هذه النماذج الوفية بدت واضحة في انشاء صندوق الوطن، الذي تكوَّن بمبادرة ذاتية من مجموعة من رجال الاعمال بهدف تقديم الدعم لبناء الكفاءات الوطنية الشابة، وإعداد وتأهيل أبناء الوطن لمواجهة التحديات المستقبلية، هذه المبادرة خرجت منهم، دون اي تدخل حكومي، فقط هو شعور بالمسؤولية الوطنية، ورغبة صادقة في رد جزء بسيط من جميل هذا الوطن، فأنشأوا الصندوق، وساهموا بأموالهم فيه، بل ان بعضهم أوقف بناية تجارية لدعم هذا الصندوق، ودعم اهدافه المتركزة لصالح شباب الامارات..

هي بادرة طيبة، ومبادرة مشرفة، وهؤلاء التجار الذين أسسوا الصندوق يستحقون كل شكر وتقدير واحترام، فالوطن يستحق منهم ومنا الكثير، وما قدمه لنا لايمكن حصره، او قياسه، ويكفي اننا جميعا نعيش تحت ظل هذا الوطن في امن وأمان واستقرار، لا نشعر بخوف، ولا يساورنا القلق، بينما هناك رجال يسهرون الليل ويبذلون الجهود، ويضحون بأعمارهم وراحتهم، داخل الدولة وخارجها، دون ان نشعر بهم، فقط كي نعيش نحن وابناء الامارات في خير وامن..

واستحضر سموه حديث المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عند لقائه رجال الأعمال في الدولة، وحثه إياهم على تقديم العون ومساعدة فئات المجتمع ومؤسساته.

كل مانتمناه اليوم أن تكون هذه نماذج وطنية من رجال الأعمال أسوة حسنة للبقية، وان يحرك تحركهم  مشاعر الآخرين من التجار ورجال الاعمال للتبرع لصندوق الوطن، الذي لا يطلب رقماً خيالياً أو كبيراً، بل يكفيه لو خصص كل تاجر ولو 1% من عائد تجارته، ليكون قدوة أمام أبنائه وبقية أفراد المجتمع، ويستطيع بذلك ان يصنع فرقاً كبيراً، ويساهم في تطوير شباب وطنه وتمكينهم من خلال المشاريع المبتكرة التي سيشرف عليها صندوق الوطن لدعم وتأهيل الشباب..

عدد التجار الذين أنشأوا وساهموا في صندوق الوطن الى اليوم، قليل جداً، اذا ما قورنوا بالعددالاجمالي لتجار الامارات، ما يجعلنا نتسائل عن البقية، اين هم؟ لماذا لا نراهم ولا نسمع عنهم، ولا نرى أثرهم في اي مبادرات وطنية او مجتمعية، لماذا يصرون على الأخذ ويتجاهلون العطاء، مع انهم جميعاً يعلمون انه لولا هذا الوطن وقادته ورموزه لما أصبحوا يوماً تجاراً، ولما دخلوا عالم المال والاعمال من اي باب، وليس سراً ابداً اذا قلنا انه لايوجد تاجر واحد في الامارات استطاع بناء ثروته بنفسه، دون دعم او مساعدة من الحكومة او شيوخ هذه الدولة، لا يوجد ابداً.

عدد الأثرياء في الإمارات يبلغ أكثر من 72 ألف ثري، وهم يدركون أن هذا الخير جاءهم من خير هذا البلد وسياساته الاقتصادية المرنة، فلو ساهم 25% من هؤلاء الأثرياء على اقل تقدير، بمبلغ مليون درهم للصندوق في السنة، فسنتمكن من جمع 18 مليار درهم سنوياً، ولو تم وضعها في استثمار بربح 5%، سيكون مقدار الربح 900 مليون درهم في السنة، ولا شك ان هذا المبلغ سيساهم بشكل فاعل في رعاية الطاقات الشابة والموهوبة، وسيعمل على تطوير كفاءتها بما يسهم في تعزيز مسيرة الدولة..

مازالت الابواب مفتوحة للجميع للانضمام لهذا الصندوق، ورد جزء بسيط من جميل هذا الوطن عليهم، خاصة ان صندوق الوطن يتبع سياسة مفتوحة أمام التجار لمن يرغب في التبرع وتقديم مبالغ لدعم الشباب، فشكراً لمن ساهم، وشكرا لمن سيساهم، ولا عزاء لمن يبخل على وطنه واهله ومجتمعه..


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره