مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-04-01

صور بالأبيض والأسود.. صور ملونة

زيارة بعض من قادة قوة ساحل عُمان التي تأسست في عام 1951 على يد الرائد "هنكن تيرفن" وكانت تسمى في البداية T.O.L أو Trucial Oman Levies، وتعني مجندي أو متطوعي ساحل عُمان، ثم تغيرت إلى مسمى آخر عام 1956 T.O.S  أو  Trucial Oman Scouts  أي كشافة ساحل عُمان، والذين أسسوا رابطة لهم في لندن تجمعهم مع ذكرياتهم وزملائهم في الخدمة من ضباط وضباط صف وجنود، وقدومهم إلى الإمارات في زيارة تعد تاريخية وضرورية لهم ولنا، لهم لكي يتذكروا بعضاً من أيامهم التي أمضوها هنا، في صعوبة المكان والوقت والظروف المعيشية، ولكي يعرفوا كم حرقت الإمارات من مراحل خلال الأربعين عاماً، وإلى أين وصلت في نهضتها الشاملة، والزيارة كذلك ضرورية لنا لكي نتذكر من خدم هنا، ونشكره على ما قدم، ونعرّفه أن الأصالة ما زالت باقية فينا، وإن تغير الوقت وتغيرنا، وتبدلت المساكن، ونعم العيش. 
 
هؤلاء الضباط الذين قدموا إلى الإمارات اليوم بعضهم انقطعت به الأسباب، ولم ير الإمارات منذ انتهاء خدمته، لذا عقدت لسانه الدهشة، وكاد لا يصدق، حتى الأماكن التي تختزنها ذاكرته بقيت في الذاكرة، وصعب عليه إيجادها في واقع الحياة، لعلها زيارة أفرحت الكثيرين ممن عملوا قديماً من المواطنين في هذه القوة، وحان لهم أن يتذكروا زملاء الوقت البعيد، وأفرحتني شخصياً لأنني أعرف بعضهم، وكتبت عن بعضهم، وكنت قد رأيت بعضهم في عمر الشباب، وفي صورهم بالأبيض والأسود، وهم يتجولون في قلعة الجاهلي في العين أو في معسكر الدفاع "آل نهيان" في أبوظبي، بعضهم أثبت اسمه ورسمه حتى الآن، كمديري مدرستنا "مدرسة الثقافة للأولاد" "الميجور" "ماكدونالد" والرائد "إدوارد"، بعضهم غيبتهم الأيام والأحداث واكتظاظ الذاكرة بالكثير، وأردت اليوم أن أراهم في أعمارهم الجديدة وفي صورهم الملونة. بعض هؤلاء العاملين في قوة ساحل عُمان أو الساحل المتصالح ارتبط بالناس، وصادقهم، وتردد عليهم، وعرف مناطقهم، وساهم في حل مشكلاتهم، مثل "أريك جونسون" الذي خدم أثناء أحداث واحة البريمي، و"بيتر ماكدونالد" الذي خدم في العين، بعضهم أرّخ للمكان والناس وصورّهم بكاميرته البدائية ممسكاً بالزمن في إطار، هو اليوم الشاهد الوحيد على التغييرات، والتبدلات وحركة الوقت، مثل "مايكل مان"، بعضهم الآخر كان آخر عهده يوم وداعه على الطريقة العسكرية، وقت الإستلام والتسليم، وأداء طقوس التوديع بجر عربته بالحبال من قبل الجنود العاملين في سريته أو كتيبته تقديراً له ولخدماته وإخلاصه، بعض من هؤلاء رجع إلى هنا واستقر، وامتهن مهنة أخرى بعد تقاعده، آخرون أكملوا عملهم في قوة دفاع أبوظبي، مثل العقيد "تاغ. ويلسون" الذي تولى قيادة قوة دفاع أبوظبي حين نشأتها عام 1965، آخرون عملوا مع أناس مواطنين كانوا يعملون معهم سابقاً في القوة، وحينما فتحت الدنيا وفتح المواطن أعمالاً في لندن اشتغل معه وأدار أعماله، كما حدث مع المتعهد "عيسى موسى" الذي كان يتعهد "كانتين ومغاسل" القوة، و"الميجور ديفيد سيفرن". 
 
كانت علاقة الناس بهؤلاء علاقة فيها الكثير من الود، والكثير من المواقف لاختلاف اللغة والطبائع والعادات، لكن في النهاية كانت تلك الأمور تجري بين الفريقين بروح من الدعابة والتبسط، فمثلما كانوا يطلقون عليهم الأهالي، وخاصة البدو غير المتعلمين - حينذاك- "العنكريز، والحُمر، والنصارى"، كانوا هم يطلقون على بعض الأهالي العاملين معهم صفات مثل: "جرذ الصحراء، الضب، تراب الصحراء" بعض من هؤلاء الضباط الذي استمر طويلاً في الخدمة في قوة دفاع أبوظبي غلبت عليه كنيته التي أطلقها الناس عليه، ونسوا اسمه الذي كان صعباً في ذاك الوقت مثل " أبو شدق"  أو العقيد "تشارلز".. تلك كانت زيارة أنعشت ذاكرة الكثير، وأضافت صورة ملونة جديدة على صور "ألبوماتهم" التي تجمعهم مع هؤلاء الضباط بالأبيض والأسود في ذلك الزمن البعيد .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره