مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-06-01

قادة العالم في أبوظبي

أن ينتقل المشهد السياسي العالمي كله ليكون في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال مراسم العزاء في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان في 13 من مايو 2022، لابد أن يكون أمر لافت وظاهرة سياسية تحتاج إلى الوقوف أمامها لمعرفة دلالاتها وما تحمله من إشارات.
 
وإذا كان من الطبيعي وعادي أن تودع دولة ما رئيسها، بحالة وفاة، أو أن يتم انتخاب رئيس جديد في تلك الدولة كما حدث في دولة الإمارات التي أعادت ابهار العالم من خلال طريقة انتقال السلطة فيها (في 3 دقائق ونصف)، إلا أن تسابق (وأعني الكلمة) قادة العالم إلى أبوظبي أمر يتعدى الحدثين (الوفاة وانتخاب رئيس) إلى أبعاد سياسية أخرى خاصة أن البعض منهم ممن كانوا يختلفون مع الإمارات وقادتها في مواقف وأراء معينة كانوا من بين الحضور.
 
الحضور والرغبة في التواجد في أبوظبي لم يقتصر على نوعية معينة من الوفود، فبجانب قادة الدول من السياسيين من كل أنحاء قارات العالم هناك وفود شعبية أو ممثلين عنهم ووفود دينية، ولو وسعنا الدائرة فإن تفاعلات الرأي العام العالمي في وسائل الإعلام من مختلف الدول والثقافات اجتمعوا على الحدث الإماراتي وسجلوا حضورهم ولو افتراضياً، من خلال التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي.
 
وإذا كان الجانب الإنساني في ذلك الحضور لتقديم واجب العزاء هو العامل الأساسي والمحرك الرئيسي الأول والمبرر إلا أن الجوانب الأخرى المتعلقة بعلاقات الدول وإدراكها لمكانة دولة الإمارات وقادتها في الساحة الدولية لن يكون غائباً بالكامل فيه أو علينا على الأقل أن نفترض تواجده وبشكل حقيقي.
 
المجاملة السياسية، هي واحدة من أنواع الدبلوماسيات في عالم السياسة وتستخدم في الأوقات التي مرت فيها الإمارات خلال حدثي التعزية والتهنئة، وإذا حضر هذا الجانب في أبوظبي خلال الشهر الماضي لدولة صاعدة تنموياً ومتوسطة الحجم في المقاييس الجغرافية، فإن المكانة الدولية من حيث التأثير وإدراك ماكنتها خاصة خلال الفترة الماضية مع استشراف دورها المتوقع في الساحة الدولية من خلال شخصية رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمر يفسر الكثير من تلك الزيارات خاصة من الدول الكبرى دولياً وإقليمياً، فهو يحظى باحترام ومصداقية كبيرين لدى قادة العالم ومن الرأي العام العالمي نتيجة لمواقفه الإنسانية قبل السياسية.
 
الشيء الذي يتفق عليه أغلب المراقبين أن ذلك الحضور السياسي العالمي في أبوظبي لم يكن وليد اللحظة أو أنها صدفة حدثت، ولكنها نتاج رؤية سياسية ممتدة لأكثر من نصف عقد من الزمن، وهي خلاصة قراءة واقعية للتحولات الكبرى في العالم بدأت مع الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ثم سارت مع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد على نهجه فهو صاحب استراتيجية التمكين وشاركه في ذلك شقيق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في العمل في العديد من الملفات الداخلية والخارجية وكان فاعلاً فيها فحققت الكثير من الإنجازات تتعدى الزمن الحقيقي لعمرها وعجزت العديد من الدول في العالم على تحقيقها مع أنها قد تكون أكثر وفرة في الثروات والمال.
 
الإمارات اليوم هي واحدة من أكثر دول تحقيقاً لمؤشرات التنمية واستدامتها، وهي من أنشط دول العالم في المجال الدبلوماسي في البحث عن حلول للأزمات المعقدة، وهي كذلك عضو قوي وشرس في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف بكافة أنواعه وأشكاله، كما أنها من الدول التي توصف أنها تعبر عن المستقبل بكل خصوصياته سواءً في المجال العلمي أو التحول التكنولوجي أو كونها بيئة ملائمة لاستضافة الشعوب المحبة للعيش والسلام.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره