مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-07-01

قطر.. قصة قصيرة

إن الشر وإن طال عمره، وتعاظمت قوته، إلا أنه في نهاية المطاف يفني نفسه بنفسه، لأنه مرتبط بأسباب الفناء، مرتبط بالقسوة، بالكراهية، بالخطيئة، يبدأ بنشوة السيادة والتسيد، وينتهي بالإقصاء، والنفي، والتحدي، وهذا ما يحدث مع قطر، التي تحكي قصة الشر في أوج انتصاراته، وعند التشظي، والتدمير الذاتي، فقدت أهم مقومات الحياة والشرف، جُنت قطر، حتى أنها وصلت لمرحلة الكذب السافر، فقدت الحياء، وفقدت المصداقية، فقدت كل شيء.
 
لم تدرك وهي تجمع شرار البشر على أرضها أنها تصنع لغماً لانتحارها، حين اختارت إيران لم تعي أنها أداة صغيرة في حلم فارسي، لم تدرك أنها الخنجر الذي تقاتل به إيران دول الخليج، ظنت أن لها نصيباً من أحلام إيران، وتورطت اليوم، وكل يوم يسحبها التيار إلى القاع.
وهذا مصير من ترك أهله، ليستعين بالغريب عله يحقق طموحه، قطر لا تعرف التاريخ، أو أنها جاهلة به، أو ظنت أنها ستغير مساره!
 
وصلت للحد الذي فضحت نفسها بنفسها، وتعرت بيدها، إذ لم تعد تحتاج ليد تصفعها كي تفيق، لقد تجاوزت مرحلة التراجع، وبات الطريق أمامها غامض ويؤدي إلى ذهاب ليس له عودة.
 
ما تفعله قطر أثبت للعالم أجمع أن مقاطعتها خيرٌ للجميع، وأنها غير مؤهلة لتكون شريكاً عربياً، ولا إسلامياً، ولا عالمياً، ففي كلها فشلت، وسقطت أقنعتها واحداً تلو الآخر.
 
لو لم تتم المقاطعة لما هدأت وتيرة الإرهاب في العالم، لو لم تتم المقاطعة لما لاحت بشائر النصر في اليمن، لتعود اليمن لأصحابها، وتعود الشرعية، ورغم أنها كانت من ضمن الدول التي ستحرر اليمن، وحمداً لله أنها خرجت من التحالف، وبمجرد أن بدأ الحلم يتحقق، كشفت عن نواياها، وناحت على اليمن، وعلقت الأمر على كارثة إنسانية محتملة، كأن اليمن مع مليشيات الحوثي كانت ترتع في أحضان الإنسانية!
 
قطر تتخبط، وهو التخبط الذي يسبق الموت، التخبط الأخير في قصة الصغير حين يحلم حلماً أكبر منه، مشت بخطوات إيران، وها هي مع إيران يذوقون نفس المصير، لا أحد يريدهم، لا أحد يثق بهم، حتى شعوبهم فاض بهم الصبر، وبنفس الحلم الذي دمروا به الأمكنة، سيشربون من نفس الكأس، بيد شعوبهم، بيد المعارضين، بيد الثوار، سيأخذهم جحيم الظلم والفساد، وصرف الثروات على الثورات.
 
لو تعلمت قطر من السعودية والإمارات كيف تكون السيادة بالحب، والشرف، والوقوف مع الآخرين، دون إخلال بأمنهم، وحياة شعبهم، لكانت اليوم في وضع مختلف تماماً، لكنها اختارت ولسوف تتحمل نتيجة اختيارها.   
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره