مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-11-03

كيف ينظر ترامب وهيلاري لمنطقة الخليج العربي

لم يتبقى كثيراً على نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما الثانية، فالإنتخابات الرئاسية على الأبواب بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي هيلاري كلنتون. وعين العالم تتجه نحو تلك الإنتخابات حيث أن الجميع يدرك بأن من يأتي إلى البيت الأبيض سيكون له تأثير على السياسة العالمية، وبالتالي فإن رئيس الولايات المتحدة محط أنظار الجميع. ولعل ذلك يهمنا نحن في منطقة الخليج، نظراً لإرتباطنا القوي مع الولايات المتحدة لاسيما في المجال الأمني. فكيف ياترى ينظر كلا المرشحين لمنطقة الخليج؟
 
إن معرفة المرشح الجمهوري بمنطقة الخليج العربي تتمحور أساساً حول وجود استثمارات له في المنطقة، أما من الناحية السياسة فالرجل يتحدث عن المنطقة من خلال ثلاث قضايا رئيسية: الأولى مرتبطة بالتحالف الأمريكي مع دول الخليج العربي، والثانية متعلقة بالإتفاق النووي مع إيران، والثالثة ذات صلة بالحرب على داعش في العراق. هذه الملفات الثلاث كان لها أبرز الحضور في خطاب ترامب، والتي من خلالها يمكن لنا تحديد نظرته للمنطقة. فيما يتعلق بالتحالف الأمريكي مع دول الخليج فإن ترامب يعتبر أن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر في الدفاع عن المنطقة وأن دول الخليج راكبون بالمجان أي مستفيدون من دون أن يقدموا شي في المقابل، وهذا بالطبع أمر مردود عليه، ولكنه يعكس حجم ضحالة فكر ترامب وفهمه للسياسه. ومن هذا الفهم نستطيع القول بأن ترامب إذا ما أصبح رئيساً فإنه لن يقلل من الإلتزام الأمريكي بأمن الخليج باعتبارها مصلحة حيوية لأمريكا يفهما كل رؤوساء امريكا على مختلف مذاهبهم ولكن سيكون أقل اندفاعاً وحزماً في تقديم الدعم لدول الخليج، حيث سيميل في الغالب إلى عزل أمريكا عن أخذ زمام المبادرة في شؤون العالم. أما عن الملف النووي الإيراني فإن ترامب يعتبر أن الإتفاق فاشل ولكنه لم يعطي وجهة نظره في كيفية التعامل مع إيران. ولعل عدم حديثه بشكل واضح عن الدفاع عن أمن الخليج، وانتقاده لدول المنطقة بأنها راكبة بالمجان وعدم التزامه الصريح بأمن إسرائيل لا يعطي الإنطباع بأنه سيكون أكثر حزماً في التعامل مع إيران. أما عن داعش فرغم وعيده بالقضاء عليها إلا أن خطته غير واضحة سوى أنه يقول سيرسل عدد أكبر من الجنود الأمريكان لمحاربتهم في العراق. ولعله لم يدرك بعد حجم تعقيدات الوضع العراقي.
 
أما عن المرشحة الديمقراطية فهي تعرف هذه المنطقة جيداً. أمن المنطقة وحماية حلفائها مرتكز أساسي تعتمد عليه كلنتون في نظرتها للمنطقة، وتعلم جيداً حالة الغليان الحادثة في المنطقة بسبب انتشار الفكر المتطرف. وتدرك أن القضاء على هذا الوضع يعتمد على علاقتها مع دول المنطقة وتعزيز التحالف معهم وليس الإبتعاد عنهم وانتقادهم كما يفعل ترامب. إيران خطر ولكن احتواءها يتم دبلوماسياً في وجهة نظر كلنتون التي تؤيد الاتفاق النووي، ولكن نعتقد بأنها وبسبب تجربتها السابقة لن تسير على خط أوباما بل ستعتمد درجة من التشدد في مواجهة الأخطار لاسيما في التعامل مع إيران والجماعات الإرهابية، فكلنا يعلم أنها اختلفت مراراً مع  أوباما حول قضايا الأمن في المنطقة مثل الموقف في سوريا، وكانت أكثر المؤيدين للعمل العسكري ضد القاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان، وضد قوات معمر القذافي في ليبيا، وضد بشار الأسد في سوريا، وكذلك في مواجهة روسيا حول أوكرانيا.
 
كلا المرشحان لا يمكنهما الخروج عن اعتبار منطقة الخليج منطقة حيوية للأمن والإستقرار العالمي، ولكن طريقة التعامل مع المنطقة ستشهد في اعتقادنا اختلافاً واضحاً بين سياسات  ترامب الإنعزالية وسياسات كلنتون الحاضرة في شؤون العالم.            
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره