مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-10-01

لماذا وقفت الإمارات مع مصر؟

تنطلق علاقة دولة الإمارات مع مصر من منطلق إدراك الإمارات لمكانة مصر المحورية في المنطقة العربية، فمصر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية وبشرية كبيرة لا يمكن لدول الخليج العربي تجاهلها، فهي ذات تأثير على أمن المنطقة. لذلك كانت الإمارات دائماً ومنذ نشأتها تنظر إلى مصر كحليف، حيث وقفت مع مصر بكل قوتها منذ نعومة أظافر الدولة الإتحادية في بداية السبعينيات. 
 
وتعزز هذا التحالف بشكل واضح وكبير في فترة حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي عزز وقوى من علاقة مصر مع دول الخليج. لذلك ليس من المستغرب على الإطلاق أن تتوجس الإمارات ومعها دول الخليج من المستقبل الجديد الذي أتى مع إسقاط حكم الرئيس مبارك، فذهاب حليف مثل مبارك يعني أن دول الخليج أمام طرف جديد وغير مألوف قد يؤثر على طبيعة التحالف القائم بين مصر ودول الخليج، فالتوجس كان طبيعياً. 
 
لكن مع هذا أعلنت دولة الإمارات ومعها دول الخليج وقوفها مع خيار الشعب المصري ومع حكومته الجديدة وذلك بتقديم مساعدات إقتصادية كبيرة لدعم مصر ما بعد ثورة 24 يناير.
 
إلا أن دولة الإمارات وقفت مع الشعب المصري عندما ثار مرة أخرى في 30 يونيو لتصحيح ثورته الأولى، ومالت إلى شرعية الشعب ضد شرعية النظام. هذه الوقفة الإماراتية مع مصر كان مردها خمسة أسباب رئيسية هي:
 
 
• التدخل السافر من قبل جماعة الإخوان المسلمين المصرية والتي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي في الشأن الداخلي الإماراتي من خلال دعمها للتنظيم السري في الدولة لتحقيق أهداف مضرة بأمن واستقرار الإمارات، والسكوت من قبل الرئيس المصري على تلك التدخلات، وكأنه يباركها، وهو الذي من المفترض أن يعمل على إبعاد كل ما يمكن أن يُحدث توتراً في علاقة مصر مع دول الخليج العربي.
 
• التوجه السريع للحكومة المصرية وانفتاحها على إيران بطريقة متعجلة، حيث زارت الوفود الإيرانية الرسمية العليا مصر وفتحت مجالات التعاون بين الطرفين. دولة الإمارات بالطبع لم تكن ضد انفتاح مصر على أي دولة ما تشاء القاهرة التعامل معها، ولكن هذا الإنفتاح السريع للحكومة الجديدة مع إيران التي تعلم القاهرة أن في ذلك استفزازاً لدول الخليج أثار حفيظة دول الخليج وكشف نواياها تجاة المنطقة. وهو ما قلل الثقة في حكم مرسي من قبل دول الخليج في أن التحالف السابق لمصر مع دول الخليج لن يكون على حاله.
 
• ما كان لدولة الإمارات أن تقف ضد إرادة الشعب المصري، فهي إن كانت تود ذلك لفعلته في ثورته الأولى عندما أطاح الشعب بحليف الخليج الرئيس مبارك. لذلك فكما دعمت الشعب المصري في ثورته الأولى دعمته أيضاً في ثورته التصحيحية عندما خرج ضد حكم الرئيس مرسي؛ ما كان للإمارات أن تقف ضده بل اعتبرت ذلك شأناً داخلياً خاص بالمصريين يحددون ما يريدون فعله.
 
• إن المؤسسة العسكرية المصرية كانت دائماً هي الحليف الأبرز لدولة الإمارات لذلك عندما وقفت هذه المؤسسة مع الشعب المصري فإن الإمارات لم تجد ما يمنعها من أن يكون دعمها للشعب المصري ومؤسسته العسكرية التي انحازت له ضد حكم فئة الإقلية.
 
• إن الإمارات ومعها دول الخليج تؤمن بأن أمن واستقرار مصر هو من أمن واستقرار منطقة الخليج، لذلك كان لابد لها من أن تدعم ما يمكن أن يحقق أمن واستقرار مصر. ولعل الرئيس مرسي ومنذ مجيئه بدأ يتبع إجراءات كان لها التأثير على زعزعة أمن واستقرار مصر. لذلك عندما انقسم الشعب المصري بسبب تلك السياسات كان من المفترض للإمارات أن تدعم من يمكن أن يحقق أمن واستقرار مصر. ولعل المؤسسة العسكرية هي أبرز من يمكن له أن يقوم بذلك خاصة إذا ما كانت تلك المؤسسة يسير خلفها دعم الغالبية العظمى من الشعب المصري. 
 
لذلك دعمت الإمارات مصر ومازالت تدعمها، وهو ما عبرت عنه الزيارات الرسمية العالية المستوى التي قام بها المسؤولون الإماراتيون إلى القاهرة وعلى رأسهم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره