مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-08-04

لن نبجل من لايريد الخير لنا!

بالنسبة لي كمواطن إماراتي، فإني لا أكترث في ما يفعله رئيس أو قائد في بلده، وسواء كان ذلك الرئيس ناجحاً أو فاشلاً فذاك شأنه وشأن شعبه، أما أنا فلا أرى في الكون كله من هو أفضل من وطني ، ولا من هم أفضل من قادتي، ولا يمكن أبداً أن أجعلهم يوما في موقع مقارنة أو مفاضلة مع غيرهم، لأنه وبكل بساطة لا يوجد أي داع أو مبرر للمقارنة، فالأمر واضح وضوح الشمس، ونور الشمس لا يحتاج لبرهان لوجوده!..
 
 
بالتأكيد لم نصل هنا في الامارات لمرحلة الكمال في كل شيء، كما هو شأن جميع دول العالم، لا يوجد كمال كامل، ولكنها ممارسات مختلفة، تنجح في مكان وتفشل في مكان آخر، المهم أننا هنا في الامارات نفخر بأننا نعيش في واحدة من أرقى دول العالم، وأجملها، وأكثرها أمنا وأمانا واستقرارا، ولا ينقصنا شيء لا تستقيم الحياة من دونه، وهذا في حد ذاته يساوي الدنيا وما فيها !!
 
 
لا نعيش هنا على أوهام، وأحلام، ووعود انتخابية، ولا يوجد لدينا قائد يستغل الدين ويتمسح به من أجل تحقيق هدف شخصي يزيد به رصيد التوسع في الصلاحيات والتمسك بالسلطة والسيطرة على جميع مفاصل الدولة، نظامنا واضح، وقادتنا وحكامنا مارسوا صلاحياتهم من أجل إسعاد الشعب، مارسوها بحب واخلاص، لصالح الشعب ومن أجل الشعب، لا من أجل التمتع بالسلطة والهيمنة على الدولة!
 
 
نواكب التطور، ونتابع ما يجري في العالم، ونبحث عن أفضل الممارسات، لنجربها، لا نقف عند نقطة معينة، ونسعى للتغيير للأفضل بشكل مستمر، هذه هي السياسة الواضحة في الامارات، وهذه مسؤولية كل مسؤول وموظف أينما كان موقعه، ومهما كان منصبه، فنحن جميعاً نعمل من أجل بناء الوطن ورفعته، كل في مجاله يتطور ويطور..
 
 
نعمل جميعاً، حكام وقادة وشعب، من أجل إمارات المستقبل، ومن أجل حياة أفضل للأجيال المقبلة، لا هم لنا غير ذلك، ولا نهتم بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، لأن الامارات هي مسؤوليتنا الأولى والأخيرة ولا نملك وقتاً كي نضيعه في الانشغال بغيرنا!
 
 
لا يعني ذلك أن نكون مغيبين عن العالم، ولا يعني ذلك أن ننفصل عن الأحداث من حولنا، هذا غير معقول بالتأكيد، ولكن لا داعي للحماس الزائد عن اللزوم، ولا داعي للتحيز غير الطبيعي لدولة أو رئيس، أو لتجربة قد تنجح أو تفشل، فلا مصلحة مباشرة تعود علينا جراء نجاح رئيس في دولته أو فشله، ولن نستفيد شيئاً من بقاء نظام أو زوال نظام، لا يهمنا ذلك، ولن يفيدنا ذلك، لأننا نعيش في دولة راقية يتمنى العيش فيها ملايين من البشر، في حين أننا كإماراتيين لا نتمنى أن نعيش في مكان آخر غير الامارات، أليس في ذلك دلالات كثيرة!
 
 
ننفتح على العالم، ونحتفظ بعلاقتنا المميزة مع جميع الاشقاء والأصدقاء، نفرح لفرحهم، ونألم لمصابهم، نتعاون معهم، ونعينهم عند كل أزمة، كل ذلك وأكثر تفعله الامارات بصدق وحب مع مختلف دول وشعوب العالم، لذا فهي لا تستحق من العالم سوى الحب..
 
 
لن نكون مثاليين زيادة عن الحد، ولن ندعي أن جميع دول العالم تحبنا بصدق، هذه المثاليات غير موجودة في السياسة والعلاقات الدولية، وهذا أمر طبيعي، هناك من يكرهنا ويحقد علينا، وهناك من يتمنى زوالنا، وهناك من يتمنى أن يسيطر على ثرواتنا وينهبها، وهناك من لا يريد الخير لنا، وهناك من يجاملنا لمصالح آنية، والذكاء يكمن في معرفة نوايا كل منهم، والتعامل معهم بحذر وفقا لهذه النوايا، لذا فلا داعي أبدا أن نتحمس كشعب بشكل زائد عن الحد لمن لا يريد لنا الخير والاستقرار، فلنعلم بأن السياسة أفعال أكثر منها تصريحات، وكل فعل له دلالات ومعنى، وأفعال من يكرهنا واضحة، فهل من المنطقي أن نهتم ونهلل ونبجل لمن لا يريد لدولتنا الخير!!.


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره