مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-01-01

مالذي تريده داعش وأخواتها ؟

لا يختلف عاقلان على أن داعش ومن يدور في نطاقها هي جماعات إرهابية وجب مواجهتها بكل السبل. ولكن العقل يتطلب أيضاً أن لا يساعد أي عاقلٍ مثل هذه الجماعات الإرهابية على النجاح في تحقيق هدفها الذي تسعى للوصول إليه. داعش وأخواتها تريد نشر فكر الكراهية في كل المجتمعات التي يتواجد فيها مسلمون، سواء كان ذلك في الغرب أو الشرق. فعندما تقوم مثل تلك التنظيمات بأعمال إرهابية ساذجة ورخيصة فإنما تستهدف خلق الكراهية في مثل تلك المجتمعات، لأنه وبكل بساطة إن وجودها يعتمد بشكل مباشر على وجود مثل هذه المشاعر لدى المسلمين. فإحساس المسلمين بكره الآخر لهم إنما هو وسيلة مثل تلك التنظيمات الإرهابية للحصول على الدعم لها سواء كان دعماً معنوياً بالتعاطف أم دعماً ملموساً بالمساهمة الفعلية في الانخراط باعمالها الإرهابية. هذا ما تريده داعش وأخواتها. داعش لا تريد للمسلمين وغير المسلمين أن يعيشوا في تعايش مستمر لأن ذلك يُصعب من مهمتها ويجعلها غير قادرة على البقاء ويعجل بنهايتها. وإنما إحساس الكره والمواجهة والغبن لدى المسلمين هو ما يُغذي مثل هذه الجماعات الإرهابية ويساعدها على البقاء والاستمرار. 
 
 
هذا ما تريده داعش وأخواتها، وللأسف فإن الكثيرين ممن يرفضون داعش لا يدركون مثل هذا الأمر ويعتقدون أن مواجهتهم للمسلمين في بُلدانهم يساعد على مواجهة داعش والقضاء عليها. إلا أن الواقع أن مواجهة المسلمين ينشر فكر الكراهية الذي يجعل بعض من المسلمين يميلون إلى التعاطف مع مثل تلك الجماعات وللأسف الشديد. وهذا ما يفسر لنا وجود أعداد من المتعاطفين مع داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات في الدول الغربية. فمثل هؤلاء الأشخاص يُعبرون عن رفض الآخر لهم بدعم مثل تلك الجماعات الإرهابية. فخطاب التشدد لا يؤدي إلا إلى مزيد من التشدد وللأسف الشديد. 
 
 
فالمطلوب العمل المشترك على مواجهة خطاب التشدد الذي ينشر الكراهية من خلال خطاب الإعتدال والتعاون بين أطياف المجتمعات المختلفة لاسيما مع المسلمين الذين يواجهون اليوم موجة من العداء بسبب مجرد أنهم مسلمون. فالكثير وللأسف أصبح يربط المسلمين بأعمال داعش وأخواتها رغم أن أكثر من 99.9% من المسلمين لايميلون بفكرهم ولا يتعاطفون مع مثل تلك الجماعات. هذا الخطاب يأخذنا إلى صراع الحضارات الذي تحدث عنه صموئيل هانتنغتون منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. وهو ما يغذي وللأسف حال الكراهية الموجودة والإحتقان ضد المسلمين أينما كانوا ويزيد من مشاعر الشك حولهم. فكيف يمكن القضاء على داعش وأخواتها في مثل هكذا بيئة؟! بالطبع لا يمكن تحقيق ذلك، فمثل هذه التنظيمات بحاجة إلى الحكمة في التعامل معها لا الغوغائية ومحاولة استثمار الأوضاع لتحقيق مكاسب آنية كما يفعل بعض السياسيين في الولايات المتحدة اليوم الذين يحاولون استمالة مشاعر الناخب الأمريكي على حساب نشر فكر العداء والكراهية ضد المسلمين. هذا ما تريده داعش وأخواتها، وعلينا أن نحذر من هكذا عمل.  
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره