مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-09-06

محمد بن زايد .. ودولة المؤسسات

يكشف حدثيين اثنين باتا متداولاً في سائل الإعلام العالمية. الأول: عن إنجازات الجيش الوطني اليمني في تحرير أرضه من ميليشيات «الحوثيين». والثاني عن تراجع نشاط «تنظيم القاعدة» واحد من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم والذي نشرته صحيفة «الاندبندت» البريطانية مؤخراً، عن رؤية استراتيجية بعيدة النظر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينبغي أن تقرأ جيداً، في تقوية أجهزة ومؤسسات الدولة الوطنية بما يحقق الأمن والاستقرار والذي بالتبعية يحقق التنمية والسعادة لمواطني أي دولة في العالم.
 
 
ويحفل سجل سموه بالعديد من التصريحات والمواقف حول الرهان على أبناء الدولة في أي مكان في العالم لتحقيق مكاسبها الوطنية على اعتبار أن الاستثمار الحقيقي للدول في أبناءها المخلصين، وإذا كانت رؤية سموه قد بدأ في تطبيقها سواء منذ استلام سموه رئاسة أركان القوات المسلحة عندما اهتم بهم من حيث التدريب وترسيخ الوطنية فيهم أو بعدما أصبح ولياً للعهد في إمارة أبوظبي وبالتالي تطبيق استراتيجية «تمكين» الإنسان الإماراتي باعتباره أساس أي خطوة لبناء الوطن، فإن مواقف سموه القومية المتمثلة في الوقوف مع الدولة والشعب المصريين في أزمته ضد من كان يسعى لاختطافها لحساب «الحزب» وكذلك موقف سموه من مساعدة الدولة اليمنية في بناء مؤسساتها الوطنية وعلى رأسها إعادة بناء القوات اليمنية تحت راية «الوطن» هو برهان ودليل كاف لصحة رؤيته.
 
 
مصر اليوم في أفضل حالاتها وشعبها لا يقبل أن يخدعه أحد بالتشكيك في علاقته مع قيادته السياسية. واليمنيون يتحدثون عن قرب إعادة دولتهم بجيشها الوطني بعدما كان يمثل أغلبه إما القبيلة أو «الحزب».
للجميع أن يتصورا مدى الفوضى الأمنية التي يمكن أن تعيش فيه مصر أو المنطقة وللجميع أيضاً الحق أن يتصورا الحديث عن اليمن قبل موقف التحالف العربي كيف كان عنها وعدد العمليات الإرهابية التي كان العالم يعيشها والتي مصدر البعض منها اليمن الذي وجد في فشل أجهزتها الحكومية البيئة المناسبة للاستقرار والاستمرار فيها، ومع أن قرار التدخل في اليمن لإعادة الشرعية فيها لاقى جدلاً كبيراً من وسائل الإعلام العالمية ومنها الصحف البريطانية التي نشرت تقريرها عن نتائج الدور القوات المسلحة الإماراتية هناك فإن اعتراف تلك الوسائل على تراجع العمليات الإرهابية هو دليل كاف بأن دولة الإمارات ممثلة في دعم الشيخ محمد بن زايد للدولة الوطنية كسبت الرهان.
 
 
الحرص على وجود الدولة القوية بأبنائها ومؤسساتها الوطنية من شأنه أن يلغي كل الخلافات السياسية بين المتنافسين على مصلحتها وليس لخدمة أجندات خارجية أو دول ذات أهداف سياسية من زعزعة استقرارها كما كانت إيران تخطط من خلال الحوثيين في اليمن، وهو ما يقودنا هنا للحديث بأن «يمن القوية» بمساعدة أشقاءها من دولة الإمارات ومن السعودية هي نتيجة طبيعية ومقدمة لتقليل خطر الإرهاب في العالم وليس إنهاءه (كما يطرح البعض) لأن هذا الخطر أصبح من الروتين اليومي للدول وينبغي التعامل معه على هذا الأساس لأن الحديث عن القضاء عليه أمر أقرب إلى الخيال من إلى الواقع، أو هكذا أعتقد.
 
 
ومع أن النتيجة التي أبرزتها الصحيفة البريطانية ينبغي ألا تكون مفاجئة باعتبار أن القاعدة الأساسية لكل دولة فاشلة في مؤسساتها المسؤولة عن استقرارها، وهذا ما كان يعاني منه اليمن قبل تدخل التحالف العربي، نتيجتها كانت واضحة في الصومال وفي اليمن وفي مصر خلال فترة حكم «الإخوان» إلا أن ضبط الإيقاع السياسي وتقوية المؤسسات الوطنية أصبح هناك علاقة طردية بين الدولة والمواطن في التكامل.
 
 
الفكرة الرئيسية التي نريد الوصول إليها هنا أن الدور التأهيلي الذي قدمته دولة الإمارات للجيش اليمني سواء كان ذلك في الدعم على تشجيع أبناء الدولة اليمنية للانخراط في قوات وطنية تتكلم باسم اليمن، أو من خلال تقديم الدعم اللوجستي مثل التدريب أو المالي مثلا عاملين مساهمين وبقوة في الحديث عن إنجازات الجيش اليمني الوطني وعما حققه من انتصارات على الأرض بنتيجة لا تخدم الدولة اليمنية فقط أو الجغرافية الإقليمية ولكن يمتد فعلها الإيجابي للحديث عن الاستقرار العالمي النسبي لأنها منطقة تطل على منافذ مهمة في الاستراتيجية العالمية.
 
 
ما يحدث في المساحة الجغرافية السياسية الدولية التي تتحرك فيها دولة الإمارات (سواءً الآن أو من قبل) ليس منفصلاً عن رؤيتها الاستراتيجية التي تتعامل بها كأسس لنمو الدول بشكل عام وهو استقرار مجتمعاتها، ويبدو إحساس الشعب البوسنة لموقف الإمارات خلال فترة الأزمة السياسية لبلادها في نهاية التسعينات وكذلك الشعب الأفغاني والباكستاني أكثر إقناعاً كونه يشعر بنتائج ما تفعله هذه الدولة على الأرض من بعض التقارير الإعلامية التي تتناول الدور الإماراتي والتي أغلبها منزوعة، الأمانة والمصداقية.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره