مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-06-01

معركة شرسة .. لكنها إجبارية

لا أسوأ، ولا أقبح، من أن يمنح الإنسان عقله لغيره كي يحشوه أفكاراً  كيف شاء، ولا أسوأ من أن يفقد الإنسان أهم ميزة يتميز بها عن غيره من المخلوقات وهي استخدام هذا العقل، ولا أقبح ولا أفظع من تصرفات مغسولي العقول، فهم منقادون مسيرون، ينساقون وراء مضلليهم بشكل مريب، ويبيعون أهلهم وأبنائهم وأوطانهم ودينهم، لأجل لا شيء!!
 
لذلك، فأسلوب اصطياد الضحايا متشابه، وكذلك الضحايا متشابهون، واللعب كله يتم على أوتار الدين والثواب والعقاب الرباني، وبث الأفكار الخبيثة بعد تغليفها بالخطاب الديني المشوه والمزور، للوصول إلى مرحلة الاستيلاء على العقل، عندها تأتي مرحلة الاستغلال والتحكم عن بعد، ثم مرحلة الطاعة العمياء لتنفيذ المخططات والأجندات، ولا مانع أبدا لدى هذه « العصابات» على اختلاف أسمائها من حرق جميع «الكروت» التي تم اللعب بها، في تفجير او عملية او قتال أو مظاهرة من اجل الوصول إلى الأهداف الحقيقية التي لا تتجاوز أبدا مصالح شخصية أو دنيوية لا علاقة لها بالدين ولا بالآخرة!!
 
اختلفت الأسماء، والنتيجة واحدة، واختلفت أشكال التنظيمات والأحزاب، وأهدافهم واحدة، واختلفت أساليبهم للوصول إلى الأهداف، واستخدام الدين شيء مشترك في كل مناهجهم للوصول إلى هذه الأهداف، لا فرق بين «إخوان» و»قاعدة» و»نصرة»، و»داعش» فجميعهم خرجوا من نفس الرحم، وجميعهم يعيثون في الأرض فسادا، وجميعهم يستخدمون لغة الدين، وهم ابعد ما يكونوا عن هذا الدين، وجميعهم شوهوا الإسلام، وجميعهم ارهبوا المسلمين قبل غير المسلمين، وجميعهم إرهابيون باعوا أوطانهم، ويسعون لدمارها وسلب أهلها نعم الأمن والأمان والاستقرار!!
 
مكافحة هؤلاء، لا تكفيها القوة العسكرية، بالرغم من أهميتها وضرورتها لكسر شوكتهم، بل ان مكافحتهم والقضاء عليهم تحتاج إلى خطط إستراتيجية طويلة الأمد، تبدأ من الآن، وتركز على مكافحة أفكارهم الخبيثة، فيجب علينا محاربة الفكر قبل محاربة البشر، لان البشر يسهل القضاء عليهم، في حين الفكر يستطيع صنع إرهابي جديد فور مقتل إرهابي حالي!!
 
هم اتبعوا أسلوب السيطرة العقلية على الضحايا للانتشار، ونحتاج نحن لإتباع أسلوب زرع ثقافة الاعتدال والأفكار الحضارية في العقول، وتحصينها لمقاومة كل فكر ضلالي، وهذا يجب ان يشمل الجميع، الصغير قبل الكبير، ولجميع المراحل العمرية الحساسة، يجب ان نبدأ مبكرا، ونستمر طوال فترة تشكل العقول والأفكار، من البيت إلى الحضانة والروضة وجميع المراحل الدراسية، في المساجد والجامعات، علينا مواجهة كل فكرة خبيثة بأفكار حضارية لدحرها فورا قبل أن تتشبث في العقول والأذهان، لا نغفل عن ذلك أبدا، لذلك فالأمر ليس سهلا، والمعركة شرسة، لكننا لا نملك خيارا آخر، هي معركة إجبارية، فرضت علينا، ولا بد من المواجهة، ومحاربة الفكر الخبيث أصبحت ضرورة تحتمها علينا مجريات الأحداث الماضية والحاضرة، والمستقبلية ربما!!
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره