مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2020-12-13

هزيمة دعاة الإرهاب

لم تكد منطقة الشرق الأوسط تتخلص من دعاة الإرهاب، الذين أوجدوا الفكر المتطرف، منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فنشأت على أيديهم القاعدة وداعش وغيرها، واستمروا بالتحريض حتى الربيع العربي المشؤوم وبعده، وتحولت قطعان الإخوان وجماعات الإسلام السياسي على أيديهم إلى الإرهاب الفكري والعمل المسلح. 
 
 
ولم تكد دعوات السلام التي بدأتها الإمارات لنشر التسامح والأمن خلال العام 2020 تأخذ موقعها؛ حتى عادت دعوات التصعيد للحرب تطل برأسها من بعيد.
 
 
لم يتمكن تجار الحروب، بصيغة أو بأخرى، استيعاب أن الأجيال القادمة التي ستعيش في هذه المنطقة من العالم، بحاجة ماسة وضرورية، إلى الشجعان الذين يوقفون النزيف ويتصدون للفتنة والقتل وإباحة الدماء، وتأسيس مجتمعات متآلفة متصالحة، لا تكنّ الضغينة والحقد لأحد، كما حدث في أوروبا، بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يفهم هؤلاء التجار، أن التعنت والعناد، وعدم المضي في طريق السلام، سوف يحرم الأجيال القادمة التي ستعيش هنا، من آخر فرصة، لتصحيح المسارات ونهضة الشعوب وتطورها.
 
 
ما زال دعاة الموت، وحتى في زمن جائحة كورونا، الذي واجه العالم بشراسة، يبحثون عن أي طريقة لخلق حالة الرعب والخوف، وتهديد المجتمعات، من خلال التصعيد وزرع بذور الخلاف في المنطقة وبث التصريحات، الواحدة تلو الأخرى، وكذلك الأقوال والأفعال، التي تلوّح بنواياهم الخبيثة، بأنهم لا يريدون الخير والسلام والإزدهار وأن قلوبهم ما زالت سوداء ميتة، يعبث فيها اللؤم والكراهية.
 
 
أقل من شهر واحد وينتهي العام 2020، وبينما تحثّ دول في المنطقة كالإمارات، كل دعوة للسلام والأمن وفتح صفحة جديدة، والإستعداد الكامل لإستقبال عام وعقد جديد، وخمسين عاما جديدة، تؤسس للحياة الآمنة المزدهرة، التي يملؤها الأمل والعطاء والتطور، والتي ستهيىء لأجيال المستقبل، المكان الأفضل، والبيئة الهادئة المستقرة، ما زال هناك من يعيش في الماضي، يخطط للموت ويدعو إلى الإرهاب، ويدفع نحو التطرف، ويبحث عن الحرب والدماء، خدمة لمصالح شخصية أو شعبوية زائفة.
 
 
السؤال الذي لا مفر منه: من سينتصر؟ له إجابة واحدة: سينتصر بلا شك معسكر الخير والسلام، وسيهزم معسكر دعاة الإرهاب والموت، وسيتراجعون أو يغادرون، فبعد كل ما رأيناه طيلة 40 عاما، من الجماعات الإرهابية وتجار الحروب كارهي السلام، وبعد جائحة كورونا، لم يعد العالم يستوعب المزيد من هؤلاء، ولا حتى قيد أنملة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره