مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-05-01

هل يفسد الإعلام المجتمعات؟!

من بين الأخطاء الشائعة التي تتداول في المنابر والمحاضرات تحميل الإعلام مسؤولية الأفكار، وهذا خطأ كبير، الإعلام ليس مجموعة أفكار بل مجموعة وسائل، حين تطرح فكرة إرهابية في الإعلام فلا يمكننا أن نتهم الإعلام بالإرهاب، لكن يمكننا أن ننتقد محرّك الوسيلة أو مالكها، الإعلام وسيلة ضخ، ينشر ويبث، يكرر ويعيد، لكنه ليس مسؤولاً عن الفكرة التي يطرحها، وإلا لكان الإعلام متناقضاً، فهو الإرهابي، والمعتدل، والناشر للفضائح، وللأفلام الإباحية، لهذا رأيتُ أن من الضروري نقض فكرةٍ خاطئةٍ راجت كثيراً، وهي تكرر حتى من إعلاميين للأسف. 
 
يقولون: الإعلام سبب انتشار الإرهاب، الإعلام سبب انتشار الطلاق، دور الإعلام في التفكك الأسري، الإعلام والتغريب، الإعلام والإرهاب، كلها يافطات خاطئة تظلم الوسائل الإعلامية، الوسيلة الإعلامية محايدة. مثلها مثل أي مكينة، هي تضخ ما يوضع فيها، مالك وسيلة الإعلام هو الذي يقرر أن تكون هذه الوسيلة إرهابية أم معتدلة أم إباحية أم إخبارية أم قناة رياضية، والعتب ليس على الوسائل بل على الإدارات والمحرّكات، وكثيراً ما سئلت السؤال الدارج: هل ساهم الإعلام في نشر التعصب الرياضي؟! هل ساهم الإعلام في انتشار الطلاق؟! هل الإعلام سبب انتشار الأغاني الهابطة؟! وينسون أن الإعلام مكينة إعلامية محايدة.  الإعلام أيها السادة فتح من فتوحات الزمان حين يستخدم الاستخدام الصحيح، وليس شرطاً أن يكون الإعلام توعوياً أو تربوياً، بل الإعلام الممتع في كثيرٍ من الأحايين يكون مساحةً للتسلية والمتعة والتنزّه بين قنوات الترفيه من أفلامٍ ومبارياتٍ ومغامرات أو برامج خفيفة أو "توك شو" كلها تدخل في سياق الإعلام الجيد، الإعلام ربما ينشر التوعية عرضاً لكن من دون أن يكون رسالة، الوسيلة الإعلامية ليست مدرسة أو منبر خطبة أو قاعة محاضرة، بل هي ناشرة للمتعة والخفة والترفيه، وإذا نشرت شيئاً من الوعي والتربية والفائدة فنشرها لها عارض وليس أصلياً. ليتنا ننتبه إلى التفريق بين مجموعة الوسائل ومجموعة الأفكار، بين المكينة وبين الكتاب الجاهز، بين الشاشة الممتعة وبين المنبر الخطابي أو قاعة المحاضرة، وأظنّ أننا سنستطيع ذلك.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره