مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-12-05

وتمضي مسيرة التنمية

التنمية الشاملة منذ الخمسين عاماً الماضية والتي نحتفل بها هذه الأيام في دولتنا الحبيبة هي القضية الأساسية والمركزية. وقد بنت الإمارات حولها «ثقافة» أن الاستثمار البشري مع الاستقرار المجتمعي تحميان أو تجعلان مسيرة التنمية مستمرة، وتعطي مبرراً مقنعاً للآخرين بتقليد نموذجها الناجح واستنساخه. 
 
 
فالشيء المهم في بناء المجتمعات ليس تحقيق نجاح تنموي في مجال معين ووحيد فهذا يحصل لدى عدد من الدول، وإنما كيفية تحقيق الاستمرارية في كل المجالات التنموية وبشكل مستمر فهذا هو التحدي الحقيقي.
 
 
ولم يعد الاهتمام بتجربة التنمية والتقدم الحضاري للإمارات عند المهتمين بنمو المجتمعات محصوراً في المحيط العربي أو في منطقة الشرق الأوسط فقط وإنما امتد ليجذب اهتمام المجتمع الدولي وليس في قطاع محدد بل تجد هذا الانجذاب في السياسة والاقتصاد كما في القيم الإنسانية والأفكار المحفزة للبناء والتنمية التي أحدثت ثورة مستمرة أعيّت المراقبين في فهم قدرتها الإبهار رغم كل التحديات والأزمات التي مرت على العالم، بل إنها في كل مرحلة من الأزمة تفتح مجالاً لم يكن متوقعاً مثل غزو الفضاء تم في أوج أزمة كورونا (كوفيد 19) وغيرها من المشروعات الكبرى، التي تؤسس لعلاقة متينة وقوية بين إنسان هذه الأرض ودولته. 
فجوهر الموضوع كله يكمن في رؤية القيادة لخدمة الإنسانية وفي شعب يثق فيما تتخذه قيادته من قرارات للبناء والتعمير.   
 
 
كثيراً ما احتلت الإمارات مراتب متقدمة بين دول العالم آخرها المركز الأول عالمياً في مستويات شعور السكان بالآمان عند تجوالهم بمفردهم، مؤخراً، ولكنه ليس ذلك الإنجاز هو الوحيد إنما هنا لأجل سرد مثال بسيط لمكانة الإمارات عالمياً فهي مكاسب تحققها الإمارات باعتبارها ثمرة على جهودها في التنمية الشاملة. حتى صارت قصة تنموية تدرس في المعاهد السياسية والاقتصادية من ناحية كيفية إدارة الدولة والقدرة على الاستمرار في النجاح خلال الأزمات والخروج بها إلى بر الآمان. 
 
 
ورغم أن الإمارات ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تركز على التنمية باعتبارها هدف استراتيجي لها لأن أغلب الدول صنعت قصص تنموية مثل كوريا الجنوبية، وماليزيا وغيرها من الدول، ولكن فكرة استمرارية الصعود التنموي منذ تأسيسها قبل نصف قرن واستشراف مستقبلها للخمسين القادمة تركت في أذهان الناس أنها دولة ليس لديها قضية سوى البناء والتعمير وهي دولة بهكذا نهج لم تمر عليهم بها من قبل.
 
 
القضية المطروحة هنا لها جانبان. أن الإمارات ليست أسيرة شعارات غوغائية التي أنهكت المجتمعات الأخرى، بل تعتمد على الإنجازات والعمل الواقعي على الأرض. الجانب الآخر، أن الإمارات لا تعترف بالحلول الترقيعية والوقتية التي عادة ما تبقي الأمور صالحة لفترة معينة ثم تتعطل أو أنها تحصر العلاجات في جانب أو قطاع دون آخر فالموضوع شمولي لا يتجزأ لأن التنمية فيها عبارة عن منظومة متكاملة الجوانب الكل يخدم على الكل. 
 
 
الإمارات تقف هذه الأيام على اعتاب اليوبيل الذهبي لها وكلها رضاً عما حققته من إنجازات كبيرة وعظيمة على كل المستويات، كما أن شعبها سواءً من الوافدين أو المواطنين كلهم ثقة بقدرتها على الاستمرار والمضي في طريق النجاح خلال الخمسين عاما المقبلة فالموضوع رؤية بعيدة المدى وتخطيط حقيقي. 
 
 
وعلى الرغم من كل ذلك لا تقتنع أبداً بما تحقق ولا تركن إلى ما تم إنجازه مهما كان عظيما ورائداً لأنها تتعامل وفق قاعدة: أن أسوأ الناس نجاحاً هو من يظن أنه وصل للقمة ولا يحتاج إلى شيء يحسنه أو يعمل بنشاط بعده، وهذا هو ما يجعل من يوم الثاني من ديسمبر من كل عام بمنزلة بداية نقلة جديدة للتطور والنمو.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره