مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-01-01

‏ جيوش الكترونية..!

خيالي يقول لي: بأن ملف هذا العدد سيكون له صداه الخاص عند العسكريين عموماً وعند المتخصصين أو المهتمين في مجال حرب المعلومات أو ما يطلق عليه في المصطلح العلمي "الحرب السايبيرية". لهذا النوع من الحروب هيبة خاصة وبمجرد أن تذكرها تجد التفات الناس نحوها، وعند المتخصصين فإن الفضول المهني يدفعهم لأن يستزيدوا مما عندهم من معلومات، وبالتالي فالمتابعة لأي متخصص في مجاله هو "فرض عين" وليس كفاية، ومعروف أن هذا النوع من الحرب يهاجم شبكات الحاسب الآلي العسكرية والمدنية على حد سواء. 
 
ما إن سمعت من الزملاء في المجلة بأنهم خصصوا ملفاً عن "الحرب السايبيرية" أو الحرب المعلوماتية حتى حملني خيالي إلى ما فعله فيروس ستاكسنت Stuxnet ضد مفاعل "ناتنز" الإيراني وما كان يمكن أن تفعله تلك الهجمة الإلكترونية ضد شركة أرامكو السعودية وشركة غاز قطر لو نجحت في سوق الطاقة العالمية.
 
لكلمة الحرب استدعاءات معينة في الذهن من أصوات تفجيرات وصواريخ وانفجارات ومشاهد قتلى، ولمفردة الجيوش هي الأخرى إلى الذهن ملامح قوات متراصة الصفوف تحمل أسلحة، وتسير بشكل منتظم في حركة مهيبة أمام جمع من قادة برتب عسكرية مختلفة، يحملون على صدورهم أنواط شرف تتبعها أرتال من السيارات المحملة إما بصواريخ عابرة للقارات وأخرى تحمل فيها مواد نووية، وإما بأسلحة دفاعية، وتحوم فوقها طائرات هجومية ودفاعية.
 
في الحرب السايبيرية لا تحتاج إلى كل هذا الحجم من العتاد والقوات، مع أن تأثيرها قد يكون هو الأكثر من حيث الخسائر إذا ما تعرضت دولة ما لهجوم من الجيوش الإلكترونية بعضهم قد يكونوا خارجين عن القانون، وربما يتم الاستعانة بهم، الأمر بالنسبة لبعض الدول لم يعد فضول لمعرفة حقيقة هذا النوع من الحروب، بل أنشئت ألوية عسكرية لها علاقة بهذا النوع من الحروب، بل بدأ الحديث عن إيجاد رتب عسكرية لهؤلاء الجيوش، كما أن مسألة التنافس بين الشركات على استقطاب هذا النوع من الجيوش أمر بات معروفاً، خاصة من قبل شركات جوجل ومايكروسوفت وغيرها من الشركات الكبرى التي تنافس الدول، المعلومات تشير بأن هناك ستة دول اليوم في العالم طورت هذا النوع من الحرب في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين وإيران وإسرائيل.
 
كنت قرأت في السابق تحليلاً حول تطور الأسلحة في العالم يذكر فيه كاتبه: أنه بعد الحرب العالمية الثانية كانت هناك تخوفات عالمية من امتلاك بعض الدول للسلاح النووي، وبالتالي من اندلاع حروب يمكن أن تسبب خسائر كبيرة للعالم، ويذكر أيضاً أنه بعد أعوام قليلة انصبت المخاوف حول الصواريخ العابرة للقارات وإمكانية إيصال الصواريخ في دقائق؛ نذكر أزمة صواريخ كوبا التي تسببت في وضع "علم إدارة الأزمات" وكان هناك تخوف من الأسلحة الجديدة واليوم نسمع عن حرب المعلومات "حرب السايبر" وكأن مسألة تطور الأسلحة المدمرة مرتبطة بنمو حياة الإنسان.
 
العالم كان يتفاخر بأننا في عصر المعلومات التي ستغير حياة الإنسان، ولكن تحولت اليوم إلى أداة للحروب، ووارد أن يدخل في هذا المجال الخارجين على القانون من القراصنة والإرهابيين وربما "الميزة" فيها أن المهاجمين في هذه الحرب من الصعب تحديدهم ما يعني أن الالتحاق بها واستخدامها مغرٍ.
 
الأمر الذي لا بد أن ننتبه له المراحل التي مرت بها المعلومات من خدمة الإنسانية إلى أن تتحول أداة حرب ربما تشل الحياة في لحظة وقت بسيط، وبالتالي مثلما نحتاج إلى مبدعين في المجالات الفنية سيكون لنا حاجة إلى مبدعين في الحروب وأساليب تطويرها.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره