2022-07-01
نظرية Z
في كتابه الشهير “ كيف نتعلم من اليابان ونتفوق عليها؟” ، قدم عالم الإدارة الياباني وليم أوتشي “نظرية Z “ في مجال الإدارة والتي تعتبر من أفضل النظيات المطبقة في المؤسسات العالمية وأثبتت مدى فائدتها لجيمع المؤسسات على اختلاف طبيعة عملها، وأساس النظرية هو أن العلاقة بين الإدارة وبقية الموظفية في المستويات الإدارية المختلفة يجب ان يسودها الألفة ، المودة ، والثقة الكاملة. كما ترتكز على ان فكرة الإدارة اليابانية أستحدثت من البيئة الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الياباني، خاصة مفهوم الأسرة اليابانية التي تقوم على مبدأ احترام رب الأسرة واطاعة أوامره ، في مقابل ان يكون مسؤول عنهم ويحرص على اشراكهم في اتخاذ القرار.
الأمر الذي أنعكس بدوره على العمل داخل المؤسسات على اعتبار ان الموظفين على اختلاف مستوياتهم الإدارية بمثابة الأسرة الواحدة ، مما ساهم بشكل ملحوظ في زيادة رفع الرضا الوظيفي، زيادة الإنتاجية ، وإخلاص الموظفين لمؤسساتهم بشكل كبير جدا.
ومن قواعد “نظرية Z “ ؛ تحقيق الأمن والاستقرار الوظيفي للأفراد الذي يضمن لهم عدم استغناء المؤسسات عن خدماتهم حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، مما كان له الأثر الإيجابي على إبداعية الموظفين وانتاجيتهم، اعتماد المكافأة الجماعية لا الفردية لتشجيع العمل كفريق وتنمية الشعور الجماعي بالمسؤولية وبالتالي يتم قياس الإنتاج بالجهد الجماعي. ومن القواعد الفاعلة في الإدارة اليابانية – بحسب النظرية- أيضاً، انتهاج أسلوب المشاركة في اتخاذ القرار الإداري، مما يخلق توافقاً بين أهداف الموظفين وأهداف المؤسسة حيث يتم تشكيل حلقات الجودة “ Quality Circle” وهي عبارة عن مجموعة عمل صغيرة تعمل على مستوى المؤسسة لتأمين مشاركة جميع الموظفين في تحسيتن أداء المؤسسة والمساهمة في تحليل مشكلاتها المختلفة واقتراح الحلول المناسبة. كما تحرص الإدارة في المؤسسات اليابانية على توفير مقومات الحياة والاستقرار للموظفين من خلال تحقيق تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة في التعامل مع القوى البشرية دون تمييز، الأمر الذي يخلق نوعاً من التفاعل الطبيعي بين العمل والحياة الاجتماعية. هذا بالإضافة الى التركيز على التطوير المهني للموظفين من خلال نقل الموظف الى عدة مواقع في المستوى الإداري الواحد لإعطاءه الفرصة لكسب الخبرات والمهارات اللازمة وضمان حصوله على التقييم الإيجابي والترقية المناسبة.
خلاصة القول، ان المقارنة بين «نظرية Z “ ومثيلاتها الأمريكية ، يلفت النظر الى السمات المكونة للإدارة اليابانية التي تقوم على المبادئ والقيم وثقافة المنظمة، الإدارة الاستراتيجية ، إدارة الموارد البشرية، وإنجاز المهام الإدارية. الأمر الذي يعني ان نجاح الإدارة اليابانية يعود بشكل أساسي الى إيمانها بضرورة غرس القيم الإنسانية للتنظيم في نفوس الموظفين، وإقامة العلاقات التعاونية والغير رسمية أحياناً لتحقيق التشاور والتنسيق المطلوبين في مناقشة الموضوعات والقرارات بين الإدارة والموظفين، وكذلك التأكيد على التفاني والإخلاص في العمل بروح الفريق الواحد، في حين النظريات الأمريكية التي ناقشت “ الإدارة” على اعتبار “فردية” تربط بين الأداء والمكآفات وفق هيكلة إدارية بيروقراطية ينعدم فيها التشاور والعمل الجماعي ، وانتقال الموظفين بشكل ملحوظ من مؤسسة الى أخرى بغرض تحسين الوضع والحصول على ترقيات أفضل.
السطر الأخير ...
إن إدراج مملكة البحرين في الكتاب السنوي لتنافسية العالمية 2022 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD والذي يقيّم كفاءة البلدان في إدارة مواردها لتحقيق الازدهار وتصنيفها ضمن الدول العشر الأولى في 56 مؤشراً يقيس مجالات مختلفة ، جاء نتيجة للاهتمام المباشر من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بتنمية الموارد البشرية وتوفير الدعم اللازم لتأهيل الكوادر الوطنية.
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات