مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-01-01

أكاديميـــة إعلاميـــة

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير
 
يواجه توطين الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة تحديات وعقبات عدة، حيث يعد القطاع الإعلامي من أكبر القطاعات التي تعاني ضعف استقطاب المواطنين؛ فنسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية الوطنية في الدولة لا تتعدى 25.2 %، النسبة الأكبر منهم يشغلون الوظائف الإدارية في هذه المؤسسات،على الرغم من أن أقسام الإعلام في الجامعات المختلفة داخل الدولة تخرج نحو 700 مواطن سنوياً، وهو العدد الكافي الذي يمكنه أن يمنح للإعلاميين الإماراتيين الغلبة التامة في الوسائل الإعلامية المحلية في الدولة كافة، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة .
 
هناك كثير من المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام توطين الإعلام في دولة الإمارات، وخاصة في المجال الصحافي، منها: عدم وجود رغبة حقيقية لدى كثير من خريجي تخصصات الإعلام للعمل إعلاميين، ولاسيما في الصحافة باعتبارها "مهنة المتاعب والمشقة"، كما أن بعض الإماراتيين يرون في بيئة العمل الصحفي "بيئات عمل طاردة" للكفاءات المحلية، وبعضهم الآخر يعتقد أن ثمة مؤسسات إعلامية في الدولة لا ترغب في توطين كوادرها، إضافة إلى عدم وجود المحفزات المالية للمواطنين في القطاع الإعلامي بسبب تدني الرواتب في المؤسسات الإعلامية للمواطنين، فضلاً عن أن هناك عوائق أخرى، مثل: غياب برامج التدريب، وضعف المخرجات من الجامعات، وتوجه أغلب خريجي الإعلام إلى وظائف خارج المؤسسات الإعلامية، ولاسيما أقسام العلاقات العامة في الدوائر والمؤسسات الحكومية،إضافة إلى المحاذير الاجتماعية لدى بعض المواطنات تتعلق بالعمل لساعات متأخرة خارج البيت، ما يجعلهن يحجمن عن العمل في حقل الإعلام وخاصة الصحافة.
 
ولعل من المعوقات كذلك عدم وجود مؤسسات إعلامية تدرب خريجي الإعلام وتصقل مهاراتهم وتنمي خبراتهم في مجال الإعلام، وهذا ما يحتاج له كل طالب تخرج من كليات الإعلام؛ لأنه لا يكون جاهزاً للالتحاق بسوق العمل، ويجب أن يخضع للتدريب والتأهيل حتى يمكنه مجاراة العاملين في هذا الحقل. ولذا، نؤكد ما ذهب إليه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ورئيس المجلس الوطني للإعلام حين رأى ضرورة "إنشاء أكاديمية أو مؤسسة معنية بتأهيل المواطن قبل دخوله العمل الإعلامي".
 
لقد وضع رئيس المجلس الوطني للإعلام يده على الجرح فيما يتعلق بواقع التوطين في المؤسسات الإعلامية بالدولة،والتي لا تزال بعيدة كل البعد عن مسرح الأحداث في بلد يتطور بفضل قيادتها الرشيدة خطوات للأمام في كل دقيقة،حيث أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد أن هذا الخلل في أداء الإعلام الإماراتي دوره الحقيقي يعود إلى غياب الإعلاميين المواطنين ذوي الكفاءة. وهذا يعود في رأيه إلى أن المؤسسات الإعلامية تتردد في تعيين الكوادر المواطنة، إما لعدم قناعة مسؤوليها في كفاءة العنصر المواطن، وإما لعدم رغبتهم في منح المواطنين رواتب تنافس الرواتب التي تمنحها بعض جهات التوظيف التي تعين الإعلاميين في إدارات غير إعلامية مثل إدارة العلاقات العامة في الجهات الحكومية.
 
مهنة الإعلام تجمع بين التدريب والمهارات من جهة، والموهبة من جهة أخرى، وتوطين هذا القطاع الإعلامي الحيوي والمهم يتطلب تشجيع المؤسسات الإعلامية على جذب الكوادر الوطنية المؤهلة عبر نسبة توطين لا تعرقل خطط تطوير المحتوى الإعلامي ووسائله في المؤسسات الإعلامية المحلية، والبدء من هذه اللحظة بمشروع وطني شامل لتدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها في قطاع الإعلام.
 
وأخيرا نقول إن مخرجات وسائل الإعلام تلعب دوراً استراتيجياً في صناعة الرأي العام وتشكيله، وهذا يعني أن صناعة الرأي العام الإماراتي يجب أن يشرف عليها أبناء الدولة وبناتها، وهذا أمر لا نقاش فيه. لذلك نرى أن التوطين ضرورة ملحة للحفاظ على الهوية الوطنية، إلا أن واقع توطين الإعلام في مؤسساتنا الإعلامية لايزال مرير بنسبة توطين تكاد لا تذكر، مما يتطلب ونحن على اعتاب بداية السنة الجديدة إعادة النظر بخصوص الاهتمام بضرورة المساهمة في وضع الخطة الاستراتيجية الخاصة بتوطين الإعلام الإماراتي وتحويلها إلى واقع.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره