مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

أم الشهيـــــد

بقلم : الرائد ركن/ يوسف جمعة الحداد
       رئيس التحرير

 
الأم  قيمة إنسانية عظيمة تعجز الكلمات عن الوفاء بما تنطوي عليه من معان، فهي ينبوع العطاء والمحبة والرحمة، ومن أفضل الأمهات وأكثرهن  تعبيرا عن هذا المعنى هي أم الشهيد، التي لها في قلوبنا جميعا من المحبة والتقدير الشيء الكثير، فهي التي تحملت فقدان أغلى ما في حياتها، وفلذة كبدها واحتسبت ابنها عند الله فداء لوطن غال.. ولعل خير مثال لأم الشهيد "أم الشهيد طارق الشحي"، التي فقدت ابنها وهو يؤدي واجبه الوطني تجاه الأشقاء في حفظ الأمن والاستقرار ومواجهة دعاة الفوضى والإرهاب والتخريب، ويتصدى لكل عابث خوان ليؤمن لجيله وللأجيال اللاحقة مستقبلاً أفضل.
 
كعادته، وفي مبادرة لقيت ارتياحاً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من أبناء الإمارات والمقيمين بها، نظراً لتزامنها مع عيد "الأم"، منح سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "وشاح محمد بن راشد آل مكتوم" لأم شهيد الوطن والواجب طارق الشحي، حيث قام بزيارتها بنفسه في منزلها بمنطقة شعم برأس الخيمة لتقليدها وشاح التكريم، مؤكداً لها ولكن أمهات الشهداء أن أعلى درجات التضحية هو أن تهب الأم ابنها وفلذة كبدها من أجل الوطن وتصبر على فقده وتحتسبه عند الله تعالى.. موضحاً أن أم الشهيد طارق وجميع أمهات الشهداء الإماراتيين هن النماذج الحقيقية للأم الإماراتية، وقدوة ومثال لجميع الأمهات، وأهل دائم للتكريم والتقدير والامتنان.
 
هذه المبادرة تتصف بأعلى درجات الوفاء، كما أن توقيتها  يتميز بالذكاء الشديد، حيث تتزامن مع عيد الأم. وفي الوقت ذاته، كان لمبادرة الشيخ محمد بن راشد بالذهاب إلى منزل"أم الشهيد"، معان ودلالات عظيمة، حيث لم يتم دعوتها لتكريمها، ولكنه بادر بالذهاب إليها، وفي ذلك رسالة إنسانية،التقطناها نحن أبناء زايد بعظيم الفرح والارتياح.
 
أعلم كما يعلم غيري أن الأم منبع الحب ومصدر الحياة، وغاية الأماني، فالأم مخلوق أودع الله في قلبه الرحمة والعطف والحنان؛ وفي رعايتها والاعتناء بها طاعة لله بل كرمها الله عزوجل بأن جعل الجنة تحت أقدامها، بل إن أول من ستدخل الجنة وتزاحم الأنبياء في دخولها امرأة ترملت على أولادها ولم تتزوج فأحسنت تربيتهم وتعليمهم وأدت رسالتها العظيمة ودورها البطولي،وتحملت من المسؤولية ما لا يطيقه الرجال أحياناً، فكانت هي الأم والأب والمعلم والصديق لأبنائها، فما بالك إذا كانت هذه الأم هي "أم الشهيد"؟.
 
أمي "أم الشهيد"، لا تبكي واقبلي أبناء هذا الوطن أبناء لك، عاهدنا الله تعالى ونعاهدك ألا نخون دماء أشقائنا التي سالت، فهم يعيشون في قلوبنا وعقولنا حتى نلقاهم، أرواحهم الطاهرة ترفرف من حولنا، تمدنا بالقوة والحياة، فها هو سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،يقولها مدوية: "طارق واحد من عيالنا وإحنا كلنا عيال زايد، ولدكم ولدنا ومصابكم مصابنا، فهو فخر لنا.. وبإذن الله تعالى دم الفقيد لن يذهب هدراً. نسأل الله أن يصبرنا ويحفظنا أجمعين تحت راية هذا الوطن الغالي".
 
أمي "أم الشهيد"، ابنك لم يمت، فهو حي في أعلى عليين، ابنك لم يفارق، لأن روحه الطاهرة ترفرف حولنا، وتضحياته باقية بيننا، أبشري واصبري،فالشهادة في سبيل الله درجة رفيعة لا ينالها أحد إلا من عرف الله بصدق وإخلاص، وأثق في أنك تدركين ذلك كله، ولكن قدر الشهيد وتضحياته يلزمنا بأن نحتفي بك فقد وهبت للوطن الغالي ابنا بارا ستظل تضحيته بنفسه قدوة للأجيال المقبلة ورمزا نبيلا لحب الوطن وأداء الواجب .
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره