مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-06-03

إدارة الأزمات وأزمات الإدارة... الإمارات نموذجاً

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تقاس قوة الدول وتقدمها ليس فقط بتطورها العلمي والتكنولوجي، وإنما أيضاً بقدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية وكفاءة، وتحويلها إلى فرص للانطلاق منها إلى نجاحات وإنجازات جديدة. 
 
 وقد جاءت أزمة جائحة «كوفيد-19» منذ ظهورها نهاية العام 2019 وحتى وقتنا الراهن لتكشف ذلك بوضوح، فقد أظهرت أن الدول التي تمتلك منظومة قوية وفاعلة في إدارة الأزمات والاستعداد الاستباقي لها وامتلاك أدواتها هي القادرة على تخفيف تداعياتها السلبية وتحقيق التعافي السريع والمستدام منها، وقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً ملهماً في هذا الشأن، ففي الوقت الذي ما تزال هذه الأزمة تلقي بتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم على الصعد كافة، الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وتبحث عن حلول لمواجهتها وتخفيف آثارها، فإن الإمارات تجاوزت ذلك سريعاً، وواصلت تنفيذ خططها التنموية ومشروعاتها الكبرى في المجالات كافة. 
 
حينما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،  عبر تغريدة في حسابه الرسمي على تويتر قبل أيام «إدارة الأزمات تخلق فرصاً.. وأزمات الإدارة تدمر مكاسب»، فإنه كان يعبر عن النهج الذي يميز دولة الإمارات في إدارة الأزمات، والاستفادة من الفرص التي تتيحها، وتقليل الآثار السلبية الناجمة عنها على الدولة والمجتمع، فهذا النهج يعد أحد جوانب التميز في تجربة التنمية الإماراتية منذ نشأة الدولة في مطلع سبعينيات القرن الماضي على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي استطاع مواجهة المشكلات والتحديات التي واجهت دولة الاتحاد الوليدة بقوة وصلابة، ليؤسس بذلك مدرسة فريدة في إدارة الأزمات، وهي المدرسة التي تسير على نهجها وتضيف إليها القيادة الرشيدة، والتي جعلت من الإمارات اليوم تجربة يحتذى بها إقليمياً وعالمياً في الإدارة الفاعلة للأزمات، وتحويلها إلى فرص، لأنها لا تعترف بالمستحيل، وترفض الاستسلام أمام الأزمات والمشكلات مهما كانت صعوبتها ودرجة تعقيدها، وتبتكر الحلول المبدعة لحلها، وتشجع الأفراد والمؤسسات على المشاركة في مختلف مراحل إدارتها، وترسخ لديهم الإحساس بالمسؤولية باعتبارهم شركاء في مسيرة النهضة والتنمية. 
 
ستظل أزمة جائحة كوفيد-19، رغم ما تثيره من مآسي إنسانية في العديد من دول العالم، اختباراً حقيقيا لقياس قوة الدول، ومؤشراً لتقييم منظومتها في إدارة الأزمات والتعافي المستدام منها، وقد نجحت الإمارات في هذا الاختبار بكفاءة عالية، وقدمت تجربة يحتذى بها للآخرين في الإدارة الفاعلة والرشيدة للأزمات، والاستعداد الاستباقي للمستقبل، يكفي الإشارة هنا إلى أن الإمارات جاءت في مقدمة دول العالم التي بدأت مبكراً جهود التعافي المستدام من هذه الجائحة بل وقادت الجهود العالمية في هذا الشأن، حينما أعلنت عن هيكلة حكومتها لتواكب الأولويات الجديدة لعالم ما بعد كورونا، وخصصت جلسات «حوارات القمة العالمية للحكومات» التي عقدت افتراضياً في مارس الماضي لاستشراف طبيعة الدور الذي تقوم به حكومات المستقبل، وكيفية الاستفادة من الفرص التي أتاحتها هذه الجائحة في تصميم آليات جديدة للارتقاء بالعمل الحكومي، وتطوير استراتيجيات شاملة تواكب متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة في المستقبل. 
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره