مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-05-01

الإمارات ومصر... إصرار وعزيمة وإرادة مشتركة

 
 
 
 
 
 
رغم أن التعقيدات والتشابكات التي طرأت على العلاقات الدولية والاقليمية في السنوات الأخيرة قد جعلت وقوف أي دولتين على أرضية مشتركة تعكس تطابق وجهات النظر، مسألة مستبعدة للغاية، إلا أن دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية تمتلكان من الإصرار والعزيمة والإرادة المشتركة ما يجعلهما تتمسكان بتجاوز أي متغيرات أو عقبات تضع علاقات البلدين الشقيقين على طرفي نقيض. 
 
كثيراً ما تم تداول تقارير إعلامية، ولاسيما من جماعات الارهاب والمتربصين والكارهين والحاقدين الذين يسعون للوقيعة بين القاهرة وأبوظبي ولا يكفّون عن تكرار محاولاتهم في هذا الشأن، تتحدث هذه التقارير عن خلافات وفراق وتضارب مصالح و»غضب مكتوم» و»توتر كامن» و»أزمة صامتة» وغير ذلك من عبارات تتصدر التقارير الاعلامية الباهتة التي تتداول على نطاق واسع نسبياً ثم لا يفاجىء الجميع بأنها محض هراء حين يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة مصر أو استقبال أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي على أرض دولة الامارات، ويلحظ الجميع في كل مرة طغيان أجواء العلاقات الأخوية واستمرارها دون انقطاع وعدم تأثرها بما يثار إعلامياً. 
 
الواقع الفعلي يقول أن من الوارد بالفعل وجود مساحات وهوامش حركة طبيعية لتباين وجهات النظر، بسبب التداخل الهائل في الملفات والقضايا والمصالح الاستراتيجية للدول كافة، ولكن العبرة دائماً وأبداً تبقى في قدرة طرفي العلاقة على تنسيق هذه المواقف والقفز على مساحات التباين، بما يضمن التغلب على العقبات ويحقق المصالح المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين، وهذا مايحدث دائماً في العلاقات الاماراتية ـ المصرية، التي تمتلك المرونة الكافية والقدرة على المناورة تحقيقاً لمصالح مشتركة، وذلك لأن الأساس في هذه العلاقات هو الرغبة والحرص القوي على العمل المشترك والاصطفاف ووحدة المواقف والتصدي للتحديات والتهديدات، لذلك لا تجد التقارير  التي تنطلق من فكرة التحليل بالتمني، أي صدى فعلي على أرض الواقع وسرعان ماتثبت الحقائق وتطورات الأحداث زيفها وكذبها.
 
والمؤكد أن أحد الأسباب الداعمة التي تغذي العلاقات الأخوية القوية بين الامارات ومصر يتمثل في تقارب رؤي البلدين حيال المشتركات والتحديات الأساسية، حيث تتفق القاهرة وأبوظبي على ضرورة احترام القانون الدولي، ومكافحة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية، وإرساء قيم التعايش المشترك وقبول الآخر، وحل الخلافات بين الدول بالطرق السياسية والسلمية وطاولة الحوار، كما يؤمن البلدان بشكل كامل بأهمية تحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي واستعادة زخم العمل العربي المشترك من أجل التصدي لتغول القوى الاقليمية الطامعة، وتقديم الدعم والمساندة للدول العربية التي تعاني الفوضي والاضطرابات منذ عام 2011، والسعي بقوة لتقوية الدولة الوطنية العربية والجيوش الوطنية باعتبار ذلك السبيل الوحيد للتصدي للتدخلات الخارجية ومنع تنظيمات الفوضى والارهاب من استغلال الفراغ الأمني الناجم عن انهيار الدول. فالامارات من خلال استراتيجية التشاور والتنسيق العربي تؤمن إيماناً عميقاً بأن العمل العربي المشترك في مسائل الأمن والاستقرار والازدهار يمثل الأساس لنجاح المنطقة في مواجهة التحديات المحيطة بها، إلى جانب البناء على الفرص المتاحة، فقد شدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال مشاركته في القمة الثلاثية الأخيرة في القاهرة على أن دولة الإمارات مستمرة في جهودها لتعزيز التعاون العربي لما فيه خير دول المنطقة وشعوبها.
 
ماسبق يعني أن هناك ثوابت استراتيجية أساسية حاكمة للعلاقات الاماراتية المصرية، وأن هذه الثوابت تفوق في قيمتها وأهميتها المكاسب العابرة، وإن كبرت، لأنها تتعلق بمصير الدول والشعوب وليس بمواقف تكتيكية. وقد أسهم التوافق في الرؤى بين الإمارات ومصر تجاه القضايا والتحديات الإقليمية والدولية الكبرى، في تعميق وترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التي أصبحت رصيداً لكل الأمة العربية، من أجل التصدي لكل ما يحاك ضد الأمن القومي العربي، وهو ما تعكسه تصريحات ومواقف البلدين.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره